يعدّ التحضير المسبق أحد أهمّ الخطوات التي يمكنك أخذها لتضمن النجاح في مقابلة العمل والحصول على الوظيفة التي تطمح إليها. حيث يسهم الاستعداد المسبق في تخفيف التوتر والقلق أثناء المقابلة متيحًا لك بذلك الفرصة لتبلي بلاء حسنًا وتجيب عن الأسئلة المطروحة عليك بشكل أفضل. مهما تعدّدت الشركات والوظائف، فإن الأسئلة التي تُطرح خلال مقابلات العمل متشابهة نوعًا ما، وإذا ما ألقيت نظرة عليها وتدرّبت على الإجابة عنها فسوف تتمكن من إثارة إعجاب صاحب العمل، وتزيد من فرص حصولك على الوظيفة. سنتعرّف في مقال تعلّم اليوم على أشهر الأسئلة وأكثرها شيوعًا والتي تُطرح خلال مقابلات العمل، بالإضافة إلى توضيح كيفية الإجابة عنها بالشكل الأنسب.
السؤال الأول
حدثنا عن نفسك
يعدّ هذا السؤال، الأكثر شيوعًا في المقابلات الوظيفية، ولا تكاد تخلو أي مقابلة منه. لكن يخفق الكثيرون في الإجابة عنه على الرغم ممّا يبدو من أنه سؤال سهل للغاية. يلجأ الكثيرون في هذا الحالة إلى تلخيص ما كتبوه في السيرة الذاتية والحديث عن مسيرتهم المهنية من بدايتها وحتى النهاية، لكن ليس هذا ما يريد صاحب العمل أن يسمعه. بدلاً من أن تقصّ على مقابلك قصّة حياتك، حضّر نفسك للتحدّث باختصار عن أهمّ إنجازاتك ونقاط قوّتك بالإضافة إلى نبذة قصيرة عن حياتك المهنية. حاول أن تجيب عن هذا السؤال خلال فترة تتراوح بين 60-90 ثانية كحدّ أقصى
السؤال الثاني: لماذا تريد الحصول على هذه الوظيفة؟ قد يأتي هذا السؤال بصيغ أخرى، مثل: لماذا أنت مهتمّ/ة بهذا الشاغر؟ لماذا ترغب في العمل في هذه الشركة بالذات؟ عند الإجابة عن هذه الأسئلة، تحدّث عمّا يثير اهتمامك في الوظيفة التي تتقدّم إليها، ولكن احرص أن تتحدّث أكثر عن المهام الرئيسية في هذه الوظيفة بالذات، أو عن رؤية وقيم الشركة الرئيسية. يمكنك أيضًا أن تعبّر عن مدى إعجابك واهتمامك بأحد المنتجات أو الخدمات التي تقدّمها الشركة لعملائها. وبدلاً من الحديث عن الراتب والمنافع المادية، ركّز أكثر على ما يشعل حماسك في المكان أو في المنصب الذي تتقدّم إليه، حيث يمكنك أن تجيب عن السؤال
" إنّ أكثر ما يثير اهتمامي حول هذه الوظيفة، هو الفرصة التي ستُتاح لي لمقابلة العملاء ومحاورتهم والتحدث معهم عن تجربتهم مع منتجات الشركة. لطالما كنتُ بارعًا في معرفة ما يحتاجه الآخرون، وأنا أتحرّق شوقًا لاستخدام هذه المهارة في فهم تجربة العملاء ومن ثمّ العمل على تحسينها حتى تتقدّم هذه الشركة على منافسيها."
السؤال الثالث: حدّثنا عن مسيرتك المهنية
قد يطرح عليك هذا السؤال بأشكال أخرى مثل: لماذا تركت وظيفتك السابقة؟ لماذا تريد ترك وظيفتك الحالية؟ عليك أن تكون أكثر حذرًا عند الإجابة عن هذه السؤال، إذ لا يجب أن تبدأ بالتذمر من عملك الحالي أو السابق أو إعطاء أي معلومات سلبية عنه، وفي الوقت نفسه عليك أن تكون صادقًا وصريحًا. قد تكون الأسباب التي تدفع أحدهم لترك وظيفته واحدة ممّا يلي: البحث عن تحدٍّ جديد. البحث عن فرصة لتطوير مسيرتك المهنية. الظروف المادية الصعبة للشركة (لا ضير في أن توضّح هذا الأمر إن كان حقيقيًا وعلنيًا). الانتقال من مكان السكن. يمكنك أن تجيب عن هذا السؤال كالآتي:"لقد قامت الشركة التي أعمل فيها بإعادة تنظيم قسم خدمة العملاء، وتمّ تقليص فريق العمل بنسبة 10%، حيث تمّ تسريح الموظفين الجدد وكنت للأسف منهم. لكني مع ذلك ممتن لأني عملت في تلك الشركة، فقد أتيحت لي الفرصة لتطوير وتنمية مهاراتي في خدمة العملاء وأنا متشوّق لتطبيق ما تعلمّته في مكان عملي الجديد."
السؤال الرابع: ما الذي يجعلك المرشّح الأفضل لهذه الوظيفة؟ يأتي هذا السؤال بصيغ أخرى مثل: لماذا تعتقد أنّك الخيار الأفضل لهذا المنصب؟ ما هو برأيك السبب الذي قد يجعلنا نوظفك؟ من خلال هذا السؤال، فإن صاحب العمل يرغب في معرفة ما يمكنك أن تقدّمه للشركة. فكّر فيما يمكن لمهاراتك وخبرتك العملية أن تفعله لتسهم في تحقيق أهداف الشركة ورؤيتها. يعتبر هذا السؤال فرصة لك للتركيز على نقاط قوّتك، إنجازاتك السابقة ومهاراتك الحالية، وكلّ ما عليك فعله هو أن تربط بين نقاط قوتك هذه وبين الطريقة التي يمكنك من خلالها المساهمة في تطوير الشركة. يمكنك الإجابة عن هذا السؤال كالتالي
"حسب ما ورد في الوصف الوظيفي لهذا المنصب، فإن الأولوية تتمثل في زيادة عوائد المبيعات. أنا أمتلك القدرة على تحديد فرص النمو المحتملة ووضع استراتيجية بناءً على ذلك، لقد رأيت في وظيفتي السابقة فرصة لزيادة حصّتنا في السوق في أحد القطاعات، ومن خلال وضع استراتيجية تسويق جديدة، استطعت رفع مبيعاتنا بنسبة 12% خلال سنة واحدة. إنني أتطلع لتطبيق هذه المهارات والقدرات في هذا المنصب الجديد."
السؤال الخامس: الأسئلة السلوكية
وهي مجموعة من الأسئلة التي تهدف إلى التعرّف على سلوكك وطريقة تصرّفك في مواقف معيّنة، قد تكون الأسئلة السلوكية كالتالي: حدّثنا عن موقف تمكّنت فيه من التعامل بنجاح مع عميل صعب، أو مع شكوى من أحد العملاء. حدّثنا عن أهمّ إنجاز لك، أو أكثر إنجازاتك التي تشعرك بالفخر. أخبرنا عن موقف ارتكبت فيه خطئًا في عملك، وكيف تعاملت مع هذا الموقف؟ حدّثنا عن موقف أثناء مسيرتك المهنية كنت فيه تحت ضغط شديد.
أخبرنا عن موقف أظهرت فيه مهارات قيادية عالية. حدّثنا عن موقف اختلفت فيه في الرأي مع مديرك أو رئيسك في العمل. تعدّ الأسئلة السلوكية صعبة بعض الشيء، لأنك لا تعلم تمامًا ما الذي سيطرح عليك. لكن، عليك أن تدرك بأنّ الشخص الذي يقابلك، يسعى إلى معرفة كيفية تصرّفك في مواقف معيّنة وذلك من خلال أمثلة حقيقية لمواقف عشتها في الماضي. ليس هذا وحسب، بل إنه يريد منك أن تعطيه إجابات قابلة للقياس، وهنا يمكنك استخدام أيّ من التراكيب التالية للإجابة: تمكّنت من زيادة المبيعات بنسبة 6% وذلك من خلال…. قلّلت من وقت انتظار العميل بنسبة 11% وذلك من خلال… استطعت التعاقد من 3 عملاء مميزين عن طريق... وحتى تجيب عن الأسئلة السلوكية خلال مقابلة العمل، يمكنك مراجعة المهام الرئيسية التي تنطوي عليها الوظيفة التي تتقدّم إليها، لأنك على الأرجح ستُسأل عن مواقف متعلقة بهذه المهام بالذات، والمهارات التي تحتاجها للتعامل معها.
السؤال السادس: ما الذي تعرفه عن شركتنا؟ قد يُطرح عليك هذا السؤال بصيغ أخرى، مثل: ما الذي تعرفه عن هذه المؤسسة/ الشركة؟ ما الذي تعرفه عن منافسينا؟ يسعى صاحب العمل من خلال طرح مثل هذه الأسئلة لمعرفة ما إذا كنت تمتلك أيّ خلفية عن الشركة ومنتجاتها. لكن، عند الإجابة عن هذا السؤال احرص على أن تصيغ عباراتك بذكاء، لا تكتفي بترديد ما كُتب على الموقع الرسمي للشركة، وإنما احرص على ذكر أمر خاص يتعلّق بمجال عمل الشركة، استراتيجياتها، ثقافتها وقيمها أو منافسيها ودورها في السوق. من خلال هذه الطريقة في الإجابة، ستظهر لمقابلك أنّك قد أنفقت وقتًا لا بأس به في الاطلاع على الشركة وبأنك مهتمّ حقًا بهذه الوظيفة.
السؤال السابع: ما هي أهدافك المستقبلية؟
يأتي هذا السؤال بأشكال أخرى، مثل: أين ترى نفسك بعد خمس سنوات؟ ما هي أهدافك المهنية؟ ما الذي ستفعله خلال الأشهر الثلاث أو الأربع الأولى في وظيفتك عندنا؟ كيف سيكون الشهر الأول لك في هذه الشركة؟ التركيز في هذه الأسئلة سيكون منصبًّا على معرفة كيف تقوم بحلّ المشكلات، فصاحب العمل يبحث هنا عن شخص طموح ومتحمّس لينجز ما عليه من مهام. فمثلاً إذا طُرح عليك السؤال: "كيف سيكون الشهر الأول لك في هذه الشركة؟" يمكنك القول: "الأيام الأولى في أيّ وظيفة تتطلّب مني التركيز وتعلّم أمور جديدة، بالإضافة إلى التعرّف على زملائي في العمل ومحاولة حلّ مشكلات مختلفة في الشركة."أثناء الإجابة، احرص على أن توضّح كيف تمكّنت من القيام بالأمور السابقة بنجاح في عملك القديم، وكيف تسعى لتحقيق نفس النتائج في وظيفتك الجديدة.
السؤال الثامن: ما هي نقاط قوّتك؟ قد يُطرح عليك هذا السؤال بصيغ مختلفة، وعدّة مرات في المقابلة، فقد يأتي بإحدى الصيغ التالية: إذا طلبنا من المسؤول عنك في العمل أن يصفك، فما الذي سيقوله؟ ما هي نقطة قوّتك الأعظم برأيك؟ ما الذي تبرع فيه على وجه الخصوص؟ قد يكون التحدّث عن نفسك ونقاط قوّتك أمرًا غير مريح تمامًا، لكنه مع ذلك ضروري، وتعدّ الطريقة الأفضل للردّ على مثل هذه الأسئلة من خلال التطرّق إلى مهارة أو نقطة قوّة معيّنة والتحدث عنها من خلال مواقف حقيقية حصلت معك، استخدمت خلالها هذه المهارات. يمكنك القول مثلاً: "أستطيع القول بأني أتمتع بمهارة كبيرة في ملاحظة أنماط الأرقام، وتحديد الأنماط الشاذّة، وهو أمر مهم للغاية في مجال الضرائب، أحب كثيرًا أن أستخدم هذه المهارة في مساعدة الزبائن على توفير نقودهم."
السؤال التاسع: الأسئلة الخاصة بالوظيفة المطروحة وتتضمن أسئلة مثل: ما هو الراتب الذي تبحث عنه؟ هل لديك الاستعداد للانتقال إلى مدينة أخرى؟ هل لديك الاستعداد للسفر من حين لآخر؟ متى يمكنك الانضمام إلينا؟ كيف تصف يومك المثالي في العمل؟ إنّ أهم أمر في الإجابة عن هذه الأسئلة هو أن تكون صادقًا كلّ الصدق. بيّن بوضوح متى يمكنك البدء بالعمل، وكن صادقًا بشأن ما تخطّط القيام به. أمّا فيما يخصّ الأسئلة المتعلّقة بالراتب، فقد تشعر هنا أيضًا بعدم الارتياح، نظرًا لأن الأمور المالية حسّاسة بشكل عام. لكن يمكنك أن تطّلع على متوسط الأجور الذي يُدفع لأشخاص في نفس منصبك ومجالك، وتجعل من ذلك مرجعًا لما تتوقّع الحصول عليه. حيث يمكنك الاستعانة بموقع GlassDoor للتعرف على متوسط الأجور لمختلف الوظائف
السؤال العاشر: الأسئلة الختامية وهي أسئلة يطرحها صاحب العمل في نهاية المقابلة للتأكد من أنّه قد تمّ تغطية جميع جوانب المقابلة. وقد تتضمّن الآتي: هل لديك أيّ أسئلة ترغب في طرحها عليّ؟ هل لديك أيّة استفسارات؟ هل هناك سؤال كنت تودّ لو تمّ طرحه عليك؟ إنها الآن فرصتك لتطرح الأسئلة، ولابدّ لك من فعل ذلك، حيث أنّ طرح أسئلة متعلقة بالوظيفة على صاحب العمل سيعطي انطباعًا بأنك مهتمّ حقًا بالحصول على هذه الوظيفة وبالعمل في هذه الشركة. تجنّب طرح أسئلة حول المنافع التي تقدّمها الشركة كنظام الحوافز والرواتب والترقيات أو الإجازات المسموحة
وبهذا نكون قد تطرّقنا لمعظم الأسئلة التي تُطرح خلال المقابلات الوظيفية، وتعرّفنا على كيفية الإجابة عنها بشكل صحيح، مما يزيد من فرص حصول المتقدم على هذه الوظيفة. ما عليكم سوى التدرّب على الإجابة عليها، سواءً باللغة العربية أو بالإنجليزية في حال كانت المقابلة الوظيفية باللغة الإنجليزية، حيث أن التمرين والتدرّب قبل المقابلة سيزيد من ثقتكم بأنفسكم ويجعل أدائكم أفضل بلا شكّ.
No comments:
Post a Comment