منظومة دقيقة لرصد حالات الغش عن بُعد «التربية»: لا كاميرات مراقبة في امتحانات نهاية العام
أفاد الحمادي في تصريحات إعلامية، أول من أمس، إن التعليم والتربية عملية مشتركة بين الأهالي والمدرسة، سواء كان تعليماً عن بعد أم تعليماً في المدارس، وبالتأكيد ولي أمر الطالب هو قدوة لأبنائه في البيت، كما أن المعلم قدوة لطلبته في المدرسة، والقدوة لابد أن يتمتع بالقيم التي تعرف بالممارسة، وعلى هذا الأساس تربى أبناء الإمارات.
وأضاف :«قد يكون هناك عدد قليل من الأولياء يساعدون أبناءهم في الاختبارات (يغشون)، وهذه ظاهرة غير صحية، وبعيدة عن أخلاقنا وقيمنا في دولة الإمارات، ولذلك فإن الوزارة لديها منظومة مراقبة ومتابعة لعملية أداء الامتحانات عن بعد، منها أن كل طالب مقيد في أنظمة الوزارة، ومهاراته وقدراته وإمكاناته معروفة، ومن ثم فإن الوزارة تأخذ نسباً عشوائية من الطلبة الذين حققوا درجات مرتفعة تفوق المتعارف عليه عن مستوياتهم الحقيقية، ويتم إجراء لقاءات مباشرة لهم مع المعلمين، حيث يُختبر هؤلاء الطلبة ويُسألون بشكل مباشر للتأكد من أنهم هم الذين أجابوا عن أسئلة الامتحان، وليس هناك من ساعدهم».
ولفت إلى أنه توجد أساليب أخرى للمراقبة أكثر تطوراً، منها تشغيل الكاميرا والمراقبة، لكن الوزارة ترتئي عدم تطبيق المراقبة على الطلبة باستخدام الكاميرات أو الأنظمة الأخرى، وذلك مراعاة للظروف التي تمر بها الأسر، حتى لا تواجه الفكرة برد سلبي من أولياء أمور الطلبة وعدم تقبلها، وربما تطبق هذه الأساليب مستقبلاً مع زيادة التوعية والتدريب حول آلية استخدامها، مؤكداً أن نتيجة غش الطالب ستضره أكثر مما تفيده.
وأوضح الحمادي أن «الوزارة عندما تقيم الطلبة تتبع إجراءات عدة لمعايرة الدرجات ومراجعة درجات الفصل الدراسي الأول، والتدقيق على بعض مستويات الطلبة، ولذلك فإن الشك في درجات معينة للطالب سيدفعنا لإجراء مقابلة مباشرة معه، للتأكد مما إذا كان هو من أجاب عن أسئلة الامتحان بمفرده وليس هناك من ساعده في ذلك».
وشدد على ضرورة أن يعي الجميع، خصوصاً الأسر، أن هدف التعليم تنمية مهارات الطلبة وليس الدرجات، لأن الدرجة رقم، لكن المهارة التي يكتسبها الطالب تبقى معه مدى الحياة، وخير مثال على ذلك هناك في الجامعات طلبة يحصلون على درجة 100% أو 99%، ولكنهم لا يكونون ناجحين في الحياة العملية، لأنهم كانوا يركزون على الكتاب المدرسي، وليس لديهم اطلاع أو تجارب أو قراءات أخرى.
وتابع الحمادي: «نبحث عن الطالب المواطن الشامل، الذي يتمتع بصفات وخصائص متعددة، ونسعى لتطويرها، سواء عن طريق المدرسة أو عن طريق الأنشطة والمهارات والفعاليات واللقاءات والمسابقات، والدولة قطعت شوطاً كبيراً في توفير عدة أدوات لتطوير مهارات وقدرات الطلبة».
وأكد أن تجربة التعلم عن بعد، تعد نتاج عمل سنوات ودعم من القيادة، ما أسهم في تفرد هذه التجربة وتميزها على مستوى المنطقة، لافتاً إلى أن التعلم عن بعد ثمرة رؤية مستدامة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الذي وجه بضرورة التحول الذكي للتعليم، وهذه المنظومة التعليمية طبقت سابقاً على نحو محدود، واليوم، وبسبب الظرف الراهن أصبحت ركيزة للتعلم.
وأكد الحمادي أن «التعليم أولوية، ولا نسمح بأن يخسر الطالب يوماً دراسياً، لذا تم تطبيق التعلم عن بعد، فالتعلم مسألة تراكمية، وحذف أيام من التمدرس يؤثر في مستوى الطلبة، واستمرار التعلم أمر محسوم».
تهيئة الميدان
قال وزير التربية والتعليم، حسين الحمادي، إن «الظرف الصحي الذي نمر به رغم مساوئه إلا أنه اختصر سنوات من الإعداد، وتهيئة الميدان، والآن تحققت قفزات كبيرة في تطبيق التعلم الذكي من خلال التدريب، وجاهزية المنصات الرقمية، وتعاون المدرسة والطالب وولي أمره».
وشدد على أن التعليم عملية تشاركية بين البيت والمدرسة، والطلبة أمانة، وأولياء الأمور قدوة، وعليهم مساعدة الطلبة في التعلم بشفافية دون التأثير في مجريات ومهام الطالب، وهناك دور رقابي للوزارة على التحصيل العلمي للطلبة.
وأكد أن «الهدف من التعليم تنمية مهارات وقدرات وليس تحصيل درجات، لأن الذي يبقى مع الطالب مدى الحياة المخزون المعرفي وما اكتسبه من مهارات».
No comments:
Post a Comment