بحث عن الملحن وعازف البيانو بيتهوفن
مولده
وُلِد الملحّن و عازف البيانو لودفيغ فان بيتهوفن الذي يُعدّ أعظم ملحّن في كلّ العصور في مدينة بون الألمانيّة، إحدى إمارات الإمبراطوريّة الرومانيّة آنذاك، وعلى الرّغم من أنّ تاريخ مولده غير مؤكّد، فقد عُمّد بيتهوفن في السابع عشر من كانون أوّل عام 1770 ميلاديّة، وعلى حسب القانون والعُرف المتّبع آنذاك فيجب تعميد الرضّع في غضون أربعٍ وعشرين ساعة من الولادة، فالأرجح أنّ بيتهوفن وُلِد في السادس عشر من كانون أوّل لعام 1772.
كان لبيتهوفن اثنان من الإخوة الأصغر سنّاً، كاسبر الذي وُلِد في عام 1774م، و يوهان الذي وُلِد في 1776م، ووالدة بيتهوفن تُدعى ماريا ماغدالينا فان بيتهوفن، وكانت امرأة راقية وذات أخلاق عالية، أمّا والده يوهان فان بيتهوفن فكان مغني المحكمة المعروف بإدمانه على الكحول، وحبّه للموسيقى، وكذلك جدّه بيتهوفن فقد كان من الموسيقيّين المشهورين والبارزين في ذلك العصر.
تعلّمه الموسيقى
بدأ والده يعلّمه الموسيقى بجد وصرامة في وقت مبكّر، فعلّمه العزف على الكمان والكلافيير، وكان بتهوفن موسيقيّاً موهوباً وغير عاديٍّ منذ صغره. كان بيتهوفن الذي كافح خلال حياته كلّها طالباً متوسّط القدرات، ولقد افترض بعض كتّاب السيرة أنّه ربّما كان يجد بعض الصعوبة في القراءة أيضاً، فقد قال بيتهوفن عن نفسه: (الموسيقى تأتي لي بسهولة أكبر من الكلمات)، وذلك في عام 1781م وكان يبلغ من العمر عشرة أعوام، وقد خرج بيتهوفن من المدرسة لدراسة الموسيقى بدوام كامل مع كريستيان جوتلوب، وقد نشر أوّل مؤلفاته وهو يبلغ من العمر اثني عشر عاماً. عندما توفّي الإمبراطور الرومانيّ المقدّس جوزيف الثاني في عام 1790، حصل بيتهوفن الذي كان يبلغ من العمر تسعة عشر عاماً، على شرف تأليف مقطوعة موسيقيّة تكريماً للإمبراطور.
نضجه الموسيقيّ
وفي بداية القرن التاسع عشر بدأ نضج بيتهوفن الموسيقي بالظهور، وأخذ يألّف القطعة موسيقيّة بعد الأخرى، وقد نشر سلسة الست الرباعيّات في عام 1801م، وهي التي أظهرت براعته، وتأثّره بأعمال موزارت، وتلتها العديد من الأعمال العظيمة والخالدة. وفي الوقت نفسه الذي كان يؤلّف المقطوعات فيه، بدأ يعاني من مشاكل في سمعه وكان ذلك في عام 1796م، وقد كان يبلغ من العمر ستة وعشرين عاماً، فبدأ يتجنّب التحدّث إلى الناس إلى أن فقد سمعه تماماً عام 1814م، وربّما فَقدُ السّمْع يكون هيّناً بعض الشيء إن كان المرء لا يمتهن الموسيقى، لأنّ السمع هو الأساس، وفقده سيشكّل عائقاً كبيراً للاستمرار، أمّا بيتهوفن فقد ألّف السيمفونيّة التاسعة، وعرضها في أحد المسارح ولم يسمع منها شيئاً، إلا أنّها لاقت إعجاب الكثيرين.
توفّي بيتهوفن في السادس والعشرين من آذار لعام 1827م، عن عمر يناهز السادسة والخمسين عاماً، تاركاً وراءه أشهر وأعظم السمفونيّات حتى عصرنا هذا.
تعريف بيتهوفن
من أهم وأبرز الشخصيّات التي برعت في فترة الموسيقا الكلاسيكيّة.
يُعدّ من عباقرة الموسيقا على مر العصور كلها، وأكثرهم بصمةً وتأثيراً وحضوراً.
طوّر الموسيقا الكلاسيكية، وله الفضل الكبير في ذلك.
ألّف تسع سيمفونيات، تُعتبر الآن أيقونة في عالم الموسيقا، كما ألّف خمس مقطوعاتٍ باذخة الجمال على آلة البيانو، وخمس مقطوعاتٍ أخرى على آلة الكمان.
له اثنتان وثلاثون سوناتا رائعة على آلة البيانو، بالإضافة إلى ست عشرة مقطوعة رباعيّة وتريّة.
له أعمال كثيرة مهمة في الصالونات الأدبيّة، وغيرها للجوقة الموسيقيّة، وعدة أغانٍ أخرى.
تعد السيمفونية الخامسة، والسيمفونية التاسعة، وسيمفونية من أجل إليزة من أبرز وأهم أعماله الموسيقيّة على الإطلاق.
تأثر كثيراً بجوزيف هايدن، وفولفغانغ أماديوس موتسارت.
ديانته مسيحية كاثوليكية.
والده هو يوهان فان بيتهوفن، وهو مغنٍ وموسيقي معروفٌ آنذاك، وأمه هي ماريا ماغدالينا كيفريش، كانت امرأةً راقية، ومشاعرها مرهفة.
بدأت موهبته في العزف والتلحين الموسيقي وهو في سنٍ صغيرة، وتلقى دروس الموسيقا على يد أبيه، ومعلمه كريستيان جوتلوب نيفي.
في عام ألف وثمانمئة بدأ سمع بيتهوفن بالتراجع، أي عندما كان عمره ثلاثين عاماً.
في آخر عشر سنواتٍ من عمره أصبح بيتهوفن أصمّ بشكلٍ تام، لكنه استمر في التأليف والتلحين والعزف الموسيقي.المدهش أنّ أشهر مقطوعاته الموسيقية تلك التي ألّفها عندما أصيب بالصمم، حيث ألّف أوبرا، بالإضافة إلى ست سيمفونيات، وخمس مجموعات موسيقيّة على البيانو، وأربع ثلاثيات، واثنتين وسبعين أغنية، واثنتين من السداسيّات، وأربع مبادرات، وسلسلة ست سوناتات، وسلسلة من خمس رباعيّات، وأربعة كونشرتوات منفردة، وسبع سوناتات على البيانو.
عاش منعزلاً ووحيداً، ولا يختلط بالناس، وكان شارد الذهن بشكلٍ دائم، يعاني من جنون العظمة، ولم يتزوّج أبداً طوال حياته، ولم ينجب أطفال، لكنه تبنى ابن أخيه كاسبار بيتهوفن بعد وفاته، واختطف حضانته من أمّه، بعد صراعٍ طويلٍ ومريرٍ في المحاكم.
أفضل عازف بيانو
لودفيغ فان بيتهوفن من أفضل وأشهر عازفي البيانو في العالم إضافةً إلى كونه ملحناً، ولد في السابع عشر من كانون الأوّل عام ألفٍ وسبعمئةٍ وسبعين في مدينة بون التي كانت جزءاً من الإمبراطوريّة الرومانيّة المقدسة.
لهذا الموسيقار العظيم العديد من المؤلفات الموسيقيّة، منها تسع سيمفونيّات، إضافةً لعددٍ من المقطوعات المعزوفة على الكمان وخمسٌ أخرى على البيانو وست عشرة مقطوعة رباعيّة وتريّة واثنين وثلاثين سوناتا على آلة البيانو، كما أنه قام بتأليف بعض الأعمال للجوقة وأخرى للصالون الأدبي، وعدد من الأغاني.
ولد بيتهوفن في بون وظهرت مواهبه في عمرٍ مبكرة، حيث تتلمذ على يد والده يوهان، وبيتهوفن هو حفيد الموسيقي لودفيج فان بيتهوفن الجد. تمّ تعميد بيتهوفن في أبرشيّة القدّيس ريجوس في السابع عشر من كانون الثاني عام ألفٍ وسبعمئة وسبعين وفقاً لتعاليم الكنيسة الرومانيّة الكاثوليكيّة، وكان بيتهوفن الابن الثاني لعائلته من بين سبعة إخوة توفوا جميعا في صغرهم عدا اثنين أصغر منه عمراً.
كان لون شعر بيتهوفن داكناً وبشرته غامقة لذا تمّ تلقيبه بالإسباني، تتلمذ بيتهوفن على يد العديد من الأساتذة إضافةً لوالده منهم توبياس فريدريش فايفر الذي علّمه البيانو وغليس فان دين إيدن وفرانز روفنتني.
كان أوّل أداء علني لبيتهوفن أمام الجمهور وهو في السابعة من عمره، وذلك بعد أن لاحظ والده نبوغه في هذا المجال، وفي عام ألفٍ وسبعمئةٍ وتسعة وسبعين بدأ بيتهوفن دراسته على يد واحد من أهمّ الأساتذه في مدينة بون هو (كريستيان جوتلوب نيفي) الذي عمل في الأبرشيّة كعازفٍ على الأورغن، وقد علّمه أصول الموسيقا إضافةً إلى مساعدته في تأليف أولى ألحانه التي نشرت عام ألفٍ وسبعمئةٍ وثلاثة وسبعين، تحوّل بعدها بيتهوفن إلى مساعدٍ لمعلمه في عزف آلة الأورغن.
غادر بيتهوفن إلى فيينا لأوّل مرة في حياته عام ألفٍ وسبعمئةٍ وسبعة وثمانين في محاولةٍ منه للتتلمذ على يد موتسارت، لكنه قفل عائداً بعد أسبوعين بسبب مرض والدته الذي أدى إلى وفاتها بعد وقتٍ قصير، الأمر الذي أدّى إلى إدمان والده الكحول، في هذا الوقت وجد بيتهوفن نفسه مسؤولاً عن رعاية أخويه الصغار.
في الفترة الممتدة ما بين عامي ألفٍ وسبعمئةٍ وتسعين وألفٍ وسبعمئةٍ واثنين وتسعين قام بيتهوفن بتلحين وتأليف عدد من الأعمال الموسيقيّة التي صقلت موهبته، لكنها لم تنشر فور تأليفها، وأطلق عليها اسم (أعمال بيتهوفن غير المصنفة).
في عمر السادسة والعشرين، بدأ بيتهوفن يفقد سمعه، حيث كان يعاني من طنينٍ حاد في أذنيه، الأمر الذي كان يصعّب عليه سماع الموسيقا، وأصبح بعدها بيتهوفن يتجنّب محادثة الناس.
لم يعرف سبب إصابته بالصمم، ولكنه يرجح على أنه بسبب أحد أعراض اضطرابات المناعة الذاتيّة كالذئبة الحمراء، أو بسبب التيفوس الوبائي، وعند تشريح جثته بعد وفاته وجدوا بأنّ أذنه الداخليّة كانت تعاني من التهابٍ حاد، وكان لإصابته بالصمم تأثيرٌ سيئ على نفسه حتى أنه حاول الانتحار بعد أن كتب لإخوته يظهر لهم نيّته تلك، وبسبب وضعه الصحي انتقل للإقامة في بلدة هيلنستات الواقعة على مشارف فيينا، حيث قرر التعايش مع حالته.
قام بيتهوفن بتأليف سيمفونيته التاسعة دون أن يتمكن من سماعها، حيث إنّ إصابته لم تحل دون متابعة تأليفه الموسيقي الذي لم يتوقف عنه، لكنه كان من الصعب عليه العزف في الحفلات، وكان الظهور الأخير له في الأمسية التي قام بها بعزف السيمفونيّة التاسعة، وكانت تلك الأمسية أيضاً أوّل ظهورٍ له خلال اثني عشر عاماً.
No comments:
Post a Comment