بينما كان أفراد قبيلة من بدو الصحراء يقومون بطي خيامهم سمعوا نعيق غراب في الصباح فتشاءموا ، ولكن لا مجال للتشاؤم وللمكوث في المكان مجددا ، فالجمال والماعز كادت أن تموت من شدة الجوع والعطش ولابد من الرحيل . بدأ الرحيل بحثا عن الماء والعشب وركبت ( فاطمة ) على ظهر جملها مع ولدها الذي لا يتجاوز عمره السنتين تغني له بحب وشوق ، وبينما كان جملها يتمايل بها وابنها إذا بها تلمح شيئا يلمع في الرمال . أناخت جملها ونزلت من على ظهره ووضعت ولدها ( هدارة ) بجانبها ، وبينما هي تتفقد بيض النعام اللامع إذا بجملها يذهب بعيدا فتبعته بقوة وبلهفة وتركت ولدها عند بيض النعام ، وفجأة هبت عاصفة شديدة غيّرت معالم الصحراء من حولها وصرخت بأعلى صوتها على ولدها ولكن صوتها ضاع سدى ، وظلت تبحث هي وأفراد القبيلة أياما عديدة عن الطفل ولكن دون جدوى ، لم يتمكنوا من العثور لا على الطفل ولا على بيضات النعام .
No comments:
Post a Comment