غلاء الزي المدرسي بالمدارس الخاصة يثير استياء الأمهات
عبرّت عدد من الأمهات عن استيائهن من مغالاة المدارس الخاصة في رفع أسعار الزي المدرسي وذلك تزامناً مع انطلاق العام الدراسي الجديد، موضحات أن ذلك يشكل عبئاً مادياً على كاهل الأسرة خاصة حين يكون لديها عدة أبناء في المدرسة، فالطالب يحتاج لطقمين أو ثلاثة سنوياً من الزي المدرسي «اليونيفورم» الذي ارتفعت أسعاره بشكل ملحوظ وصار يتراوح بين 400 – 600 درهم للزي الواحد، في الوقت الذي يصل إلى حدود 100 درهم في المدارس الحكومية.
وأضافت الأمهات أنه يجب على إدارات المدارس الخاصة التعاون مع الأسر ومراعاة الأوضاع المادية، بتخفيف أسعار الزي المدرسي والأرباح الطائلة التي تجنيها من وراء هذه التجارة، فالجميع يعلمون أن المدارس الخاصة تشتري الزي المدرسي من الخياطين بأسعار الجملة ولا يكلفها الزي الواحد أكثر من 80 درهماً فلماذا تبيعه للطلبة بأضعاف مضاعفة.
وأوضحن أن غالبية المدارس الخاصة لجأت إلى تثبيت شعار المدارس على كل قطعة من الملابس مع خطوط معينة ليصعب على أولياء الأمور اللجوء إلى منافذ البيع المختلفة لشراء الزي المدرسي واضطرار أولياء الأمور لشرائه من المدارس الخاصة، وطالبن الجهات المسؤولة عن المدارس الخاصة بتشديد الرقابة على أسعار الزي المدرسي فيها لتتناسب مع نوعيته وسعره في الأسواق.
وأكدت بعض الأمهات أن غالبية المدارس الخاصة تستغل مناسبة بدء العام الدراسي لتحقيق أرباح من الزي المدرسي دون مراعاة لظروف الأسر بالذات التي لديها أكثر من طالب، وتقول بسمة محمد شوقي أم لثلاثة أبناء في صفوق رابع وسادس وعاشر بمدرسة خاصة منذ يومين اشتريت الزي المدرسي لأبنائي «اليونيفورم» ودفعت ما يقارب 3500 درهم علماً أني لم أشتر سوى طقمين لكل واحد، لقد ارتفعت أسعار الزي المدرسي بشكل مبالغ فيه، في العام الماضي كان الزي الواحد يصل سعره إلى 280 درهماً لطلبة الحلقة التعليمية الأولى، أما في العام الحالي فقد أصبحت الأسعار تتراوح بين 400 – 600 درهم، ما يشكل عبئاً مادياً اضافيا على كاهل الأسرة.
وأضافت: نتمنى من المدارس مراعاة الوضع المادي للأسر وعدم المغالاة في أسعار الزي المدرسي، وللأسف كلما زاد قسط المدرسة زاد سعر الزي فيها، علماً أن مدرسة أبنائي مستواها متوسط، ورغم ذلك ندفع سنوياً حوالي 96 ألف درهم أقساطاً لأبنائنا بدون مواصلات، وبدون سعر الكتب، لماذا لا يكون الزي المدرسي من ضمن القسط السنوي كما يتم في عدد قليل من المدارس الخاصة، حيث تعطي كل طالب مع القسط طقمين من الزي المدرسي وإذا احتاج طقماً ثالثاً يدفع ثمنه.
دون المستوى
أما نادية عبد العظيم فتقول: أبنائي في الصف السابع والثالث بمدرسة خاصة، وكما هو معروف أن المدارس الخاصة تفرض على أولياء الأمور شراء الزي المدرسي منها، لقد اشترينا الزي الواحد مؤخراً ب 480 درهماً وطبيعي أن الطالب يحتاج أقل شيء إلى طقمين وربما 3 أطقم في العام الدراسي، بصراحة الأسعار مبالغ فيها خاصة أن نوعية الملابس دون المستوى، أي لا تتناسب مع هذه الأسعار الخيالية.
وتوضح أن ملابس الرياضة كذلك تباع في المدرسة ب 450 درهماً علماً أنني اشتريتها من السوق ب 120 درهماً وخامتها أفضل من خامة ملابس المدرسة، التي سبق أن اشتريت منها فترهلت وكبر مقاسها بعد الغسل.
وتذكر أن الزي المدرسي تشتريه المدرسة من الخياطين بمبلغ أقل من 80 درهماً وكميات بالجملة فلماذا تبيعه لنا بأضعاف مضاعفة، رفقاً بالأهالي يا إدارات المدارس الخاصة، وفي الوقت ذاته يجب توفير خيار بديل لنا بشراء الملابس من السوق، ولكن الشعارات التي تضعها المدارس الخاصة على الملابس تمنع الشراء إلا من المدرسة ذاتها.
تكثيف الرقابة
وتضم زينب عباس محمود أم لأربعة طلبة في مدرسة خاصة صوتها للأمهات، قائلة: نضطر في بداية كل عام دراسي لشراء الزي المدرسي لأبنائنا من مدرستهم، ما يشكل استنزافاً حقيقياً لميزانية الأسرة، وبالفعل الأسعار ترتفع سنوياً بزيادة ملحوظة، ونحن أولياء الأمور مجبرون على شراء الزي المدرسي من المدرسة فقط لأنه يحمل شعارها، ورغم ذلك بعض المقاسات غير متوفرة، وتنفد منذ بداية العام، نتمنى أن تسمح لنا المدرسة بالشراء من محال أخرى في السوق، على أن يتقيد الطالب بالألوان المطلوبة، على سبيل المثال أستطيع شراء بنطلون كحلي وبلوزة بيضاء لطفلتي بأقل من 70 درهماً.. فلماذا تضطرني المدرسة لشرائها ب 390 درهماً.
وتطالب زينب بتكثيف رقابة الجهات المسؤولة عن المدارس الخاصة على أسعار الزي المدرسي وعدم ترك المجال مفتوحاً أمامها للمغالاة في هذه الأسعار.
الارتفاع بالسعر 100%
وتقول مريم علي عادل أم لثلاثة تلاميذ في مدرسة خاصة لقد اشتريت الزي المدرسي الواحد في العام الماضي ب 300 درهم وفي هذا العام المدرسة تبيعه لنا ب 580 درهماً أي أن الارتفاع في سعر الزي المدرسي يكاد يكون 100%، الأسعار باهظة والزي ليس بالجودة المطلوبة، المصاريف المتعلقة بالمدارس ترهق كاهل الأسرة مع بداية كل عام دراسي ، وللأسف مع تكرار استخدام الزي المدرسي يتغير لونه ولا يتحمل استهلاك الطفل، وأسعاره كأسعار الماركات العالمية.
وتضيف أيضا : لقد صدمني الارتفاع الكبير في أسعار الزي المدرسي، هذا تعامل تجاري واضح من قبل المدارس الخاصة، ولا علاقة له بالهدف التعليمي، يجب خفض أسعار الزي المدرسي، وإيجاد رقابة صارمة ومتابعة حثيثة من قبل الجهات المسؤولة.
وتتمنى مريم علي أن تكون المدارس الخاصة مثل المدارس الحكومية تحدد ملابس بألوان متوفرة وخامات ممكنة ليشتريها الولي كما يريد.
وتؤكد الأمهات أن التعليم في المدارس الخاصة أصبح مرهقاً لميزانية الأسر، تارة أسعار الكتب المدرسية الورقية الباهظة التي لا يستخدمها الطلبة ويعتمدون على المواد الرقمية الإلكترونية، وتارة طلبات القرطاسية والأدوات المدرسية التي تستمر طوال العام الدراسي وتكون شبه يومية، وما يزيد الأمر تعقيداً كذلك الملابس المدرسية والزي المبالغ في أسعاره.
No comments:
Post a Comment