أهمية تدريس البرمجة في القرن 21
نعيش اليوم في عالم رقمي متجدد و متغير، فقد أصبح خلف جميع ما يحيط بنا من أعمال
و تجارة و تسوق و علوم و اختراعات و صحة و طيران و حكومات برمجيات تديرها و تتحكم بها
لذا دعت الحاجة إلى التفكير بعمق في تدريس وتعليم الطلاب علوم الحاسبات
و التفكير الخوارزمي (الحسابي) و البرمجة في مراحل مبكرة من التعليم.
علينا أن نفكر في عالمنا العربي كيف نزود أبنائنا الطلاب بمهارات القرن 21 وبذلك نجعلهم قادرين
على أن يبنوا مجتمعاتهم و يطوروها، إذ تعتبر التقنية إحدى الطرق المهمة إن لم تكن هي أساس هذا التطور في العصر الحالي.
ولذلك نجد دولا مثل استونيا قامت بتدريس البرمجة من المرحلة الابتدائية منذ عام ،2012
و حذت حذوها بريطانيا العام الماضي، كما نجد أن الولايات المتحدة من خلال عملاقي البرامج
والحاسبات (جوجل و مايكروسوفت) دعمت و أسست منظمة ساعة برمجة العالمية Code.org
لدعم تعلم البرمجة في سن مبكرة، حيث تنظم سنويا حدث "ساعة برمجة” في مختلف أنحاء العالم ويقوم
بالإعلان عنه و الترويج له شخصيات لها تأثير في العالم الغربي، وهذا دليل على أهمية
ودعم الحكومات لتعلم البرمجة في مراحل مبكرة من التعليم.
إن طلابنا اليوم محاطون بالأجهزة المختلفة و البرمجيات، مما يستوجب علينا تعليمهم كيفية عملها حتى يفكروا
و يبتكروا أجهزة و برمجيات و تطبيقات جديدة ومختلفة، وذلك من خلال تعزيز فهمهم للبرمجة
وعلينا أن نعي أنه ليس بالضرورة كل من درس البرمجة سوف يصبح مبرمجا أو سوف يحصل على وظيفة علوم
و تقنيات الحاسبات. فنحن ندرس طلابنا مواد مثل الرسم دون أن يعني هذا أن كل من درسها أصبح رساماً.
خلال السبعين سنة الماضية طرأ تطور هائل في برمجيات و لغات البرمجة، ونتج عن ذلك تطور
في واجهة تصميم البرمجيات و اللغات المكتوبة بها، إذ أصبحت أكثر سهولة وتفاعلا من ذي قبل، وأكثر متعة للتعلم و البرمجة.
ومع هذا التطور ظلت أسس لغات البرمجة ثابتة وهي:
1.تنفيذ سلسلة من الأوامر و التعليمات بشكل متتابع.
2.تكرار الأوامر بعدد محدد من المرات.
3.اختبار البرنامج للتأكد من صحة الأوامر المكتوبة.
ويمكن أن نجد العديد من اللغات التي يمكن أن تستخدم لتعليم البرمجة المبتدئة