تعرضت مفاهيم النقد الأدبي إلى تغيرات منذ بدايته في العصر الجاهلي إلى الإسلامي - الأموي - العباسي - وحتى العصر الحديث.
لكن خلال العصور الأربعة الأولى كان الأدب عبارة عن حفظ أشعار العرب وأخبارهم، وكان الحكم على العمل الأدبي عفويا بدون شروط ولا قوانين.
أما في العصر الحديث فقد ظهرت مفاهيم جديدة لكل من الأدب والنقد كما تأسست بعض الاتجاهات والمدارس الأدبية والنقدية.
من البديهي القول: إن نقد العصر الجاهلي ليس هو نقد العصر الحديث، وأن الأدب يتغير مع الواقع اللغوي، الوجودي، الحضاري، النفسي، والاجتماعي.
ومنه فإن التحول السياسي العنيف الذي تعرضت له المنطقة العربية منذ هذا العصر وجب أن يوازيه تحول مماثل في عقل الإنسان العربي وفي لغته وفي فنونه الأدبية.
تعريف الأدب
عند ابن خلدون: "هو حفظ أشعار العرب و أخبارها والأخذ من كل علم بطرف"
عند أحمد أمين:" هو التعبير عن الحياة أو بعضها بعبارة جميلة" وبتعبير آخر هو " سجل الحياة" أو مرآة الحياة ، وروح العصر ونتاج المجتمع
أنواع الأدب:
ينقسم الأدب إلى نوعين الشعر والنثر
عناصر الأدب:
يتكون الأدب من 4 عناصر (العاطفة ، المعنى، الأسلوب، الخيال).
1/ العاطفة: هي أساس من أسس الأدب وهي التي تجعله خالدا
2/ الخيال : عنصر ضروري في كل أنواع الأدب نستطيع به أن نصور الأشخاص والأشياء والمعاني ونمثلها شاخصة أمام من نخاطبه ونستثير مشاعره وعواطفه.
3/ المعاني: أساس كل نوع من أنواع الفن
4/ نظم الكلام وتأليفه: وسيلة للتعبير عن الأفكار ، له من القوة ما يجعله عنصرا قائما بذاته.
تعريف النقد:
عند أحمد أمين: "استعراض القطع الأدبية لمعرفة محاسنها ومساوئها."
وهو تقدير القطعة الفنية ومعرفة قيمتها ودرجتها في الفن سواء أكانت القطعة أدبا، أو تصويرا ، أو موسيقى.
مراحل النقد:
1/ مرحلة النقد التقليدي: ( الكلاسيكي، الإحيائي، المحافظ)
صاحبت هذه المرحلة عهد الاحياء حيث سمي شعراء هذه الفترة وكتابها بأدباء الاتجاه المحافظ. وكان النقد تقليديا في هذه الفترة لأن المادة التي كان يتناولها كانت مادة تقليدية تمثلت في احتذاء النماذج العربية القديمة من حيث الصياغة وبناء القصيدة
2/ مرحلة النقد التأثري:
امتدت من أوائل الحرب العالمية الأولى إلى أوائل الحرب العالمية الثانية، وتقوم على الخيال ، وتشخيص الطبيعة وصدق العاطفة ، وتعتبر هذه الأمور من أهم الخصائص والسمات التي يقوم عليها هذا المذهب
3/ مرحلة النقد الواقعي:
تمتد من أوائل الحرب العالمية الثانية إلى أواسط الخمسينيات..
البحث عن مدى علاقة الآثار الأدبية بالمجتمع العربي ، وكان هذا التطور ضروريا لتطور الأدب العربي الذي دخل بدوره في مرحلة واقعية.
المناهج النقدية:
أولا:المنهج النفسي:
يهتم بدراسة الجانب النفسي في الأدب ، أي يعتمد على إسقاط مقاصد النص المقروءة على الحالات النفسية التي ترافق الشخص في نموه وما يلازمه من كبت وعُقد نفسية ... فهو يعتبر أن الأديب هو المنبع الذي صدر عنه الأثر الأدبي .
لذلك اتجه النقاد الذين اتبعوا هذا المنهج إلى دراسة حياة الأديب، لا الأدب ، وعنوا بتأثير الأدب بالأديب.
ثالثا : المنهج التاريخي
- يقوم على أساس ربط العمل الأدبي بالبيئة التي وجد فيها ، والعصر الذي ظهر فيه .
فالناقد يقوم بدراسة تاريخية عميقة ومراعاة طبيعة البيئة وحدود العصر وصاحب النص .
رابعا: المنهج الاجتماعي:
يقوم على أساس أن كل أدب لا بد أن يرتبط ارتباطا وثيقا بالمجتمع الذي يوجد فيه فيصور الأحوال الاجتماعية وأمور الناس وما يعتريهم من صعوبات .
خامسا : المنهج البنيوي
يقوم بدراسة النص الأدبي دراسة علمية موضوعية، تركز على العمل الأدبي ولا تنظر إلى عنصر آخر
سادسا: النهج التكاملي:
يجمع بين تلك المناهج جميعها ، وهذا أفضلها.
الإبداع والنقد
وهكذا نستنتج أن الإنتاج النقدي والإنتاج الأدبي متلازمان ، وتلازمهما مفيد للحركة الأدبية خاصة ، والحركة الثقافية عامة ، وأن رسالة الناقد
لا تقل أهمية عن رسالة الأديب، فكلاهما فنان في ميدانه، ولا يجب أن يختلفا إلا في إطار الإبداع، ومن أجل الإبداع، ويجب عليهما أن يتفقا
على خدمة الأدب وتطويره.
-------------------------------------------------------------
-------موضوع اخر -------
ما هو النقد ؟ وما هي وظيفة النقد ؟ وما هي أسس النقد وكيف بدأ النقد وكيف تطور ؟ وما هي المراحل التي مر بها عبر العصور ؟
مفهوم النقد الأدبي
ما هو تعريف النقد ؟
قضية تعريف النقد أو وضع تعريف للنقد الأدبي هي قضية مستحيلة, فالنقد بطبيعته إشكالي, إذا لا يوجد تعريف واحد محدد له, بل هناك مجموعة من العريفات, ولكن يمكن أن نقف عند بعض القضايا الأساسية التي يمكن من خلالها أن نعرّف النقد.
النقد الأدبي في صورته الأولية يقوم أساسا على قراءة النص الأدبي وتحديد خواص هذه النص والشكف عما فيه من جوانب الحسن والقبح
ويجب أن يقترن هذا الكشاف ببعض الشروحات والتحليلات, بالإضافة إلى بعض الملاحظات اللغوية والبيانية حول هذا النص للشف عن جمالياته, وبهذه الصيغة يمثل هذا الأمر البعد الموضوعي للنقد بعيدا عن الذوق والطبيعة الشخصية للناقد .
وبمعنى آخر: على الناقد أن يأخذ موقفا محايدا في تناول النص الأدبي, ولكن هذا الأمر غالبا لا يحدث, وعادة ما ينحاز الناقد إلى النص أو ضده, وربما يصل إلى نتائج قد تكون مجحفة بحق النص الأدبي وأحيانا تعلي من شأن النص الأدبي.
هل يقوم النقد الأدبي دون نص أو إبداع؟
إن النقد الأدبي مادته الأساسية هي النص الأدبي أو الإبداع الأدبي , فالإبداع يأتي أولا والنقد الأدبي يأتي ثانيا .
فالنقد الأدبي إبداع على إبداع , ولا يقلّ النقد الأدبي عن الإبداع وبالتالي يعنى النقد الأدبي بالنص تطبيقا وتنظيرا, وهو بهذا المعنى يتخذ من الإبداع الأدبي مادة له يعالجها ويقومها ويحللها ويفسرها ليتوصل إلى وضع الأسس الناظمة للنص الأدبيومنها يتوصل إلى الأسس الناظمة للعملية الإبداعية .
لذلك فالنقد الأدبي لا يقل أهمية عن الإبداع , وهو ينفصل عن النص ليؤسس لنفسه نظرية منفصلة فهو تابع للأدب من جهة ومنفصل عنه من جهة أخرى فهو يقوم بوظيفة مزدوجة يدرس الأدب من جهة ويدرس النقد من جهة أخرى .
من خلال هذه الأفكار يمكن أن نقول إن النقد الأدبي هو علم النص أو علم ظاهرة الأدبية .
من خلال هذا التعريف ستبرز عندنا ظاهر إشكالية ستنبع من خلال الإجابة على هذا السؤال :
هل النقد الأدبي وصفي أو معياري
النقد الأدبي هو معياري بقدر ما هو وصفي , وهو وصفي بقدر ما هو معياري , ولكن إذا غلبت الوصفية على المعيارية فالنقد يكون أقرب إلى العلم ,كلما زادت المعيارية على الوصفية في النقد يكون قد ابتعد عن العلم واقترب من الذاتية والذوق الشخصي .
· فالوصفية : تقوم على توصيف الظاهرة ضمن أسس علمية ومنهجية, أي تقوم بتوصيف الظاهرة وذلك دون إدخال أي مؤثرات خارجية ذاتية ذوقية.
· والمعيارية : هي ذاتية ذوقية تقويمية, إذ يتدخل الذوق الشخصي والتقويم إلى أن نصل إلى الحكم.
إذًا نقول إن النقد الأدبي هو وصفي معياري وهو موضوعي وذاتي , وهو منهجي وذوقي , وهو تحليلي وتقويمي في آن واحد
ولكن كلما كان موضوعيا وصفيا يكون قد اقترب من العلم وكلما كان معياريا ذوقيا ذاتيا تقويما يكون قد ابتعد عن العلم .
هل النقد الأدبي علم ؟
من خلال التعريف السابق للنقد تتولد لدينا مشكلة في كلمة "علم" كيف يكون النقد علما مع أن الذوق يتدخل فيه ؟
هذه القضية قضية إشكالية وقضية تحويل النقد إلى علم حديث كرد فعل على الثورة التكنولوجية, والتي تؤمن بكل ما هو رقمي, وتعلي من شأن العلوم التجريبية, فالدراسات الأدبية النقدية تحاول أن تقرب نفسها من العلم وذلك يأتي من خلال استخدامها للأدوات الإجرائية التي تقربها من العلم , أو المناهج العلمية في العملية النقدية التي تؤدي إلى وعي الظواهر العلمية وعيا موضوعيا.
إذا عندما نطلق كلمة علم على النقد الأدبي وعلى العلوم الإنسانية فإننا نحاول تقريبها من العلم من خلال تطبيقها للمناهج والإجراءات العلمية الدقيقة التي تقرب النقد من الموضوعية وتخلصه من الأحكام, مع أن الذاتية تبقى موجودة وهي ضرورية في النقد ولكن بشرط أن نستخدم استخداما صحيحا لا يضر بموضوعية النقد, فبمجرد اختيار نص ما دون آخر تدخل الذاتية, ففي النقد الأدبي هناك نقدان مختلفان للنص الواحد وكلاهما يكون على صواب وسبب الاختلاف هو الذاتية في العلوم النظرية أما القوانين فهي واضحة وكذلك النتائج
هل يمكن إخراج النقد عن العلم ؟
طبعا لا يمكن ذلك ,ولو كان النقد ذاتيا لكان كل شخص ناقدا لأن كل شخص يعلق على النص ويعطي فيه رأيا ما سواء أكان على خطأ أو صواب يعد ناقدا, لذلك هناك أسس ومعايير وشروط للنقد ولا يمكن لأي إنسان أن يقول : أنا سأكتب النقد لأن النقد يحتاج إلى ذائقة وإلى ثقافة وتنمية الذائقة مرتبطة بالثقافة وبالاعتماد على العلوم والمعارف والاطلاع على مختلف المجالات والعلوم لنكون أقرب ما نكون في نقدنا من العلم .
ما الذي يميز ناقدا عن ناقد آخر ؟ ولماذا يقدم ناقد دراسة مختلفة عن شخص في نص واحد ؟
سبب ذلك كله الذاتية, ولا نعني بالذاتية المعنى الشخصي المحض, بل هي القدرات والمهارات لدى الناقد والاستفادة من المناهج, فإذا ما فهمنا الذاتية بهذا المعنى الإيجابي فلا مشكلة في نقدنا .
وهذه القدرات تمكن الناقد من الدخول إلى أعماق النص الأدبي وقد نجد ناقدا ليس لديه القدرات في الغوص في النص فيغلق النص ويجعله أكثر غموضا, وهذا له علاقة بالمهارات والقدرات والجانب الذاتي وحينئذ يتحول دور النقد إلى دور عكسي, ويتخلى بذلك عن وظيفته .
ماهي وظيفة النقد الأدبي
عندما يتناول الناقد النص يحاول أن يفهم ما جذبه إلى هذا النص, وعندما يستطيع الناقد أن يعلل لم جذب إلى النص يكون قد أدى وظيفته , فهو يفسر للمتلقي بلغة دلالية , أما القارئ العادي "غير الناقد" فهو لا يستطيع أن يعلل أو يتحدث عن السبب الذي دعاه إلى قراءة النص .
موقف الناقد من العمل الأدبي
لماذا يطلب من الناقد أن يكون حياديا
قضية الحياد أساسية في النقد الأدبي , وغياب الحياد يقلل من الموضوعية , ويعرض العملية النقدية إلى الخطورة مما يؤدي إلى مسخ النص وتشويهه .
فعندما يتدخل الذوق الشخصي بشكل كبير يؤدي ذلك إلى مسخ النص وهنا يدخل الانحياز الشخصي فحين لا يحب الناقد الكاتب قد يشوه النص ويجب أن تدخل الذاتية ولكن بنسبة لا تؤثر على الموضوعية في نقد النقد, وذلك بألا تتعدى الحدود الموضوعية التي تؤثر على النص, بحيث نحصل في النهاية على نتائج موضوعية .
النقطة الأساسية في قضية إطلاق أحكام القيمة أن يستبعد أي حكم بالقيمة على النص الأدبي إذا لم يكن هذا الحكم معلا, أي أن أي حكم بالقيمة يأتي على النص الأدبي بدون تعليل أو تسويغ مرفوض نهائيا وليس له علاقة بالنقد الصحيح لا من قرب ولا من بعيد:
تاريخ النقد :
كيف بدأ تاريخ النقد وما أقدم صورة من صور النقد ؟
أقدم صور النقد ما لوحظ من نقد الأديب لما يبدعه من شعر أو نثر فكان من المعتاد أن يراجع بعض الأدباء ما يكتبونه وهو ما اصطلح عليه في النقد العربي بمصطلح التنقيح وهذه هي الصورة الأولية للنقد .
وفيما بعد جاءت مدرسة عبيد الشعر التي تؤلف قصائد تدعى الحوليات وكان يتزعمها زهير بن أبي سلمى , فكانوا ينقحون الشعر ويغيرون فيه كلمات وألفاظ .
إذًا هذه هي أقدم صور النقد ثم تطور النقد إلى ما هي عليه الآن وصار له نظريات نقدية حديثة .
وهناك فرق أساسي بين النقد الذي يمارسه الأديب على إبداعه وهو ما يسمى بالنقد الفطري وبين النقد الموضوعي ويكمن الفرق في أن الأديب أو المبدع وهو يترافق نقد الفطري مع مرحلة الإبداع , أما النقد الفني بمعناه اليوم فهو تالٍ لعملية الانتهاء التام من الإبداع وهذه الأشياء ملازمة للنقد على مر العصور.
ما هي العلاقة بين النقد والعلوم الإنسانية الأخرى ؟
لمن يكن النقد منعزلا في يوم من الأيام عن العلوم الأخرى , إذ له صلة مباشرة بمختلف أنواع العلوم والمعارف وفي القديم ارتبط النقد بالفلسفة وقد ترجم الفلاسفة العرب المسلمين النقد اليوناني ولم يُترجَم من قِبَل نُقاد آخرين
فالنقد في القديم ارتبط بالفلسفة. والنقد اليوناني قام بترجمته الفلاسفة العرب, وارتبط كذلك بالعلوم اللغوية ارتباطا أساسيا ووثيقا لأن مادة الإبداع الأولية هي اللغة وهي أداة الاتصال بين الأديب والمتلقي .
وحتى تعلة اللغة من المستوى العادي المألوف إلى المستوى الانزياح الفني الجمالي يجب أن ترتبط بعلوم البلاغة , لأن البلاغة هي التي ترتفع باللغة من لغة عادية إلى لغة أدبية . وحتى ترتفع باللغة إلى مستوى اللغة الأدبية لابد أن تكون بليغة ,
وبما أن الأدب والأدبية يعتمدان بشكل عام في العلوم الإنسانية عامة وفي الأدب على الخصوصية وعلى التراكمية وهذه الطبيعة التراكمية للأدب والأدبية تجعل من التاريخ أساسا في النقد فالتاريخ يجد مكانا له في النقد , ولا سيما تاريخ الأدب
إذًا : فالنقد مرتبط بمختلف المعارف الإنسانية : مرتبط بالفلسفة وبالعلوم اللغوية ولا سيما البلاغة وبالتاريخ .
مراحل تطور النقد :
مر النقد بثلاثة ماحل هي :
أ- المرحلة : وهي البداية المبكرة للنقد وكانت بالحكم على الأدب من ناحية وبالحكم على الأديب من ناحية أخرى .
ب- المرحلة الثانية : لحق بهذه البدايات المبكرة إضافة مهمة, إذ أصبح من مهام النقد عملية الشرح والتفسير للنص إضافة إلى الحكم على الأدب والأديب.
ت- المرحلة الثالثة : ارتفعت هذه الظاهرة بالنقد إلى الوصف والتحليل, وهذا يعني اقتراب النقد من العلم والموضوعية وقلنا سابقا إن النقد إذا اعتمد على الوصف والتحليل يقترب من العلم أما إذا اعتمد على الذوق والذاتية يقترب من المعيارية.
وفي هذه المرحلة أصبح النقد يقوم بعملية الوصف والتحليل , لذلك فإنه يقترب من العلم .
وينتج عن كل هذه العمليات الشرح والتفسير والوصف والتحليل إصدار أحكام القيمة
أحكام القيمة
الفرق بين النقد القديم والنقد الحالي أن النقد القديم كان يصدر الحكم على الإبداع مباشرة فيقول هذا النص جيد أو سيئ دون أي تحليل, أما بعد تطور النقد فقد صارت أحكام القيمة تطلق بعد التحليل والشرح والوصف والتفسير, وهذ الأحكام كانت مرتبطة بمجموعة من العمليات التي تتم في عملية النقد الأدبي,
والتي تتم ممارستها على المادة الأدبية اعتمادا على كل المواد السابقة للأدب مثل السيرة والتراجم وتاريخ الأدب والنظريات الأدبية وكل المواضيع التي تسهم في وصول النقد إلى أداء مهمته الأساسية التي من الممكن أن ترتبط بهذه الأحكام .
كل الأمور السابقة كان متفق عليها أما ما هو مختلف عليه بين النقاد فهو إصدار أحكام القيمة
فهل ينبغي أن يصدر الناقد في نهاية نقده للنص حكما للقيمة أم أن ذلك ليس من مهمة الناقد ؟
طبعا الآراء متعارضه ومختلفة بشأن إصدار حكم القيمة . وحين نتكلم على حكم القيمة الذي يطلقه الناقد نقصد به حكم القيمة المعلل أو المسوغ
لكن الخلاف في شأن إصدار حكم القيمة بين النقاد مع كون حكم القيمة معللا
وقد انقسم النقاد في هذه الشأن إلى ثلاثة أقسام :
· القسم الأول : وهو مع إطلاق أحكام القيمة وحجتهم هي أن غياب أحكام القيمة له مخاطر هي :
1- المساواة بين النص الجديد والردئ
2- اجتراء غير النقاد على النقد الأدبي مما يخرب العملية النقدية .
· القسم الثاني : يمنع أصحابه من إطلاق حكم القيمة ويرون أنه ليس من مهمة الناقد إصداره , لأن ذلك فيه مصادرة لحق المتلقي في التذوق الحر للنص , كما فيه حرمان للمتلقي من ممارسة حقه بالقبول أو الرفض أمام سطوة الناقد الخبير , لذلك فهم يكتفون بدراسة النص وتحليله دون إصدار أي حكم تقييمي .
· القسم الثالث "أصحاب الاتجاه التوفيق : يرى أصحابه أنه لا ضير من وجود كلا النقدين السابقين على الساحة النقدية .
لأن لكل منهما مهمته , بناء على ذلك يكون أصحاب الفريقين السابقين مقبولين عند أصحاب هذا الفريق , وهو يوفق بينهما دون إعلاء توجه على آخر . فالاختلاف في النقد مشروع أساسا , إذ يمكن أن يكون لدينا دراستان مختلفتان وكلاهما مقبولان لأن وجهات النظر تختلف وزاوية النظر التي ينطلق منها الناقد, وبالتالي يمكن أن نصل إلى دراسات متعددة لنص واحد ,وقد يكون ذلك على صعيد ناقد واحد أو على صعيد عدد من النقاد .
وأخيرا علينا أن نعي أن حكم القيمة يتغير بتغير الزمن وبتغير القيمة نفسها .
والحمد لله رب العالمين
المختصر المفيد
قضية تعريف النقد أو وضع تعريف للنقد الأدبي هي قضية مستحيلة, فالنقد بطبيعته إشكالي, إذا لا يوجد تعريف واحد محدد له
النقد الأدبي في صورته الأولية يقوم أساسا على قراءة النص الأدبي وتحديد خواص هذه النص والشكف عما فيه من جوانب الحسن والقبح
على الناقد أن يأخذ موقفا محايدا في تناول النص الأدبي , ولكن هذا الأمر غالبا لا يحدث , وعادة ما ينحاز الناقد إلى النص أو ضده
إن النقد الأدبي مادته الأساسية هي النص الأدبي أو الإبداع الأدبي , فالإبداع يأتي أولا والنقد الأدبي يأتي ثانيا .
فالنقد الأدبي إبداع على إبداع
وبالتالي يعنى النقد الأدبي بالنص تطبيقا وتنظيرا وهو بهذا المعنى يتخذ من الإبداع الأدبي مادة له يعالجها ويقومها ويحللها ويفسرها ليتوصل إلى وضع الأسس الناظمة للنص الأدبي
يمكن أن نقول إن النقد الأدبي هو علم النص أو علم ظاهرة الأدبية .
النقد الأدبي هو معياري بقدر ما هو وصفي , وهو وصفي بقدر ما هو معياري , ولكن إذا غلبت الوصفية على المعيارية فالنقد يكون أقرب إلى العلم ,كلما زادت المعيارية على الوصفية في النقد يكون قد ابتعد عن العلم واقترب من الذاتية والذوق الشخصي .
وقضية تحويل النقد إلى علم حديث كرد فعل على الثورة التكنولوجية
فالدراسات الأدبية النقدية تحاول أن تقرب نفسها من العلم وذلك يأتي من خلال استخدامها للأدوات الإجرائية التي تقربها من العلم , أو المناهج العلمية في العملية النقدية التي تؤدي إلى وعي الظواهر العلمية وعيا موضوعيا
هناك أسس ومعايير وشروط للنقد ولا يمكن لأي إنسان أن يقول : أنا سأكتب النقد لأن النقد يحتاج إلى ذائقة وإلى ثقافة وتنمية الذائقة مرتبطة بالثقافة وبالاعتماد على العلوم والمعارف والاطلاع على مختلف المجالات والعلوم لنكون أقرب ما نكون في نقدنا من العلم .
عندما يتناول الناقد النص يحاول أن يفهم ما جذبه إلى هذا النص, وعندما يستطيع الناقد أن يعلل لم جذب إلى النص يكون قد أدى وظيفته
قضية الحياد أساسية في النقد الأدبي , وغياب الحياد يقلل من الموضوعية , ويعرض العملية النقدية إلى الخطورة مما يؤدي إلى مسخ النص وتشويهه .
حكم بالقيمة يأتي على النص الأدبي بدون تعليل أو تسويغ مرفوض نهائيا وليس له علاقة بالنقد الصحيح لا من قرب ولا من بعيد:
أقدم صور النقد ما لوحظ من نقد الأديب لما يبدعه من شعر أو نثر
وهو ما اصطلح عليه في النقد العربي بمصطلح التنقيح وهذه هي الصورة الأولية للنقد
وهناك فرق أساسي بين النقد الذي يمارسه الأديب على إبداعه وهو ما يسمى بالنقد الفطري وبين النقد الموضوعي
لمن يكن النقد منعزلا في يوم من الأيام عن العلوم الأخرى , إذ له صلة مباشرة بمختلف أنواع العلوم والمعارف
وارتبط كذلك بالعلوم اللغوية ارتباطا أساسيا ووثيقا لأن مادة الإبداع الأولية هي اللغة وهي أداة الاتصال بين الأديب والمتلقي .
وحتى تعلة اللغة من المستوى العادي المألوف إلى المستوى الانزياح الفني الجمالي يجب أن ترتبط بعلوم البلاغة
وبما أن الأدب والأدبية يعتمدان بشكل عام في العلوم الإنسانية عامة وفي الأدب على الخصوصية وعلى التراكمية وهذه الطبيعة التراكمية للأدب والأدبية تجعل من التاريخ أساسا في النقد فالتاريخ يجد مكانا له في النقد , ولا سيما تاريخ الأدب
مر النقد بثلاثة ماحل هي :
أ- المرحلة : وهي البداية المبكرة للنقد وكانت بالحكم على الأدب من ناحية وبالحكم على الأديب من ناحية أخرى .
ب- المرحلة الثانية : لحق بهذه البدايات المبكرة إضافة مهمة, إذ أصبح من مهام النقد عملية الشرح والتفسير للنص إضافة إلى الحكم على الأدب والأديب.
المرحلة الثالثة : ارتفعت هذه الظاهرة بالنقد إلى الوصف والتحليل, وهذا يعني اقتراب النقد من العلم والموضوعية
وينتج عن كل هذه العمليات الشرح والتفسير والوصف والتحليل إصدار أحكام القيمة
الفرق بين النقد القديم والنقد الحالي أن النقد القديم كان يصدر الحكم على الإبداع مباشرة
كل الأمور السابقة كان متفق عليها أما ما هو مختلف عليه بين النقاد فهو إصدار أحكام القيمة
وحين نتكلم على حكم القيمة الذي يطلقه الناقد نقصد به حكم القيمة المعلل أو المسوغ
وقد انقسم النقاد في هذه الشأن إلى ثلاثة أقسام :
· القسم الأول : وهو مع إطلاق أحكام القيمة وحجتهم هي أن غياب أحكام القيمة له مخاطر هي :
1- المساواة بين النص الجديد والردئ
2- اجتراء غير النقاد على النقد الأدبي مما يخرب العملية النقدية .
· القسم الثاني : يمنع أصحابه من إطلاق حكم القيمة ويرون أنه ليس من مهمة الناقد إصداره , لأن ذلك فيه مصادرة لحق المتلقي في التذوق الحر للنص , كما فيه حرمان للمتلقي من ممارسة حقه بالقبول أو الرفض أمام سطوة الناقد الخبير , لذلك فهم يكتفون بدراسة النص وتحليله دون إصدار أي حكم تقييمي .
· القسم الثالث "أصحاب الاتجاه التوفيق : يرى أصحابه أنه لا ضير من وجود كلا النقدين السابقين على الساحة النقدية .
فالاختلاف في النقد مشروع أساسا , إذ يمكن أن يكون لدينا دراستان مختلفتان وكلاهما مقبولان لأن وجهات النظر تختلف وزاوية النظر التي ينطلق منها الناقد
مفهوم النقد الأدبي
ما هو تعريف النقد ؟
قضية تعريف النقد أو وضع تعريف للنقد الأدبي هي قضية مستحيلة, فالنقد بطبيعته إشكالي, إذا لا يوجد تعريف واحد محدد له, بل هناك مجموعة من العريفات, ولكن يمكن أن نقف عند بعض القضايا الأساسية التي يمكن من خلالها أن نعرّف النقد.
النقد الأدبي في صورته الأولية يقوم أساسا على قراءة النص الأدبي وتحديد خواص هذه النص والشكف عما فيه من جوانب الحسن والقبح
ويجب أن يقترن هذا الكشاف ببعض الشروحات والتحليلات, بالإضافة إلى بعض الملاحظات اللغوية والبيانية حول هذا النص للشف عن جمالياته, وبهذه الصيغة يمثل هذا الأمر البعد الموضوعي للنقد بعيدا عن الذوق والطبيعة الشخصية للناقد .
وبمعنى آخر: على الناقد أن يأخذ موقفا محايدا في تناول النص الأدبي, ولكن هذا الأمر غالبا لا يحدث, وعادة ما ينحاز الناقد إلى النص أو ضده, وربما يصل إلى نتائج قد تكون مجحفة بحق النص الأدبي وأحيانا تعلي من شأن النص الأدبي.
هل يقوم النقد الأدبي دون نص أو إبداع؟
إن النقد الأدبي مادته الأساسية هي النص الأدبي أو الإبداع الأدبي , فالإبداع يأتي أولا والنقد الأدبي يأتي ثانيا .
فالنقد الأدبي إبداع على إبداع , ولا يقلّ النقد الأدبي عن الإبداع وبالتالي يعنى النقد الأدبي بالنص تطبيقا وتنظيرا, وهو بهذا المعنى يتخذ من الإبداع الأدبي مادة له يعالجها ويقومها ويحللها ويفسرها ليتوصل إلى وضع الأسس الناظمة للنص الأدبيومنها يتوصل إلى الأسس الناظمة للعملية الإبداعية .
لذلك فالنقد الأدبي لا يقل أهمية عن الإبداع , وهو ينفصل عن النص ليؤسس لنفسه نظرية منفصلة فهو تابع للأدب من جهة ومنفصل عنه من جهة أخرى فهو يقوم بوظيفة مزدوجة يدرس الأدب من جهة ويدرس النقد من جهة أخرى .
من خلال هذه الأفكار يمكن أن نقول إن النقد الأدبي هو علم النص أو علم ظاهرة الأدبية .
من خلال هذا التعريف ستبرز عندنا ظاهر إشكالية ستنبع من خلال الإجابة على هذا السؤال :
هل النقد الأدبي وصفي أو معياري
النقد الأدبي هو معياري بقدر ما هو وصفي , وهو وصفي بقدر ما هو معياري , ولكن إذا غلبت الوصفية على المعيارية فالنقد يكون أقرب إلى العلم ,كلما زادت المعيارية على الوصفية في النقد يكون قد ابتعد عن العلم واقترب من الذاتية والذوق الشخصي .
· فالوصفية : تقوم على توصيف الظاهرة ضمن أسس علمية ومنهجية, أي تقوم بتوصيف الظاهرة وذلك دون إدخال أي مؤثرات خارجية ذاتية ذوقية.
· والمعيارية : هي ذاتية ذوقية تقويمية, إذ يتدخل الذوق الشخصي والتقويم إلى أن نصل إلى الحكم.
إذًا نقول إن النقد الأدبي هو وصفي معياري وهو موضوعي وذاتي , وهو منهجي وذوقي , وهو تحليلي وتقويمي في آن واحد
ولكن كلما كان موضوعيا وصفيا يكون قد اقترب من العلم وكلما كان معياريا ذوقيا ذاتيا تقويما يكون قد ابتعد عن العلم .
هل النقد الأدبي علم ؟
من خلال التعريف السابق للنقد تتولد لدينا مشكلة في كلمة "علم" كيف يكون النقد علما مع أن الذوق يتدخل فيه ؟
هذه القضية قضية إشكالية وقضية تحويل النقد إلى علم حديث كرد فعل على الثورة التكنولوجية, والتي تؤمن بكل ما هو رقمي, وتعلي من شأن العلوم التجريبية, فالدراسات الأدبية النقدية تحاول أن تقرب نفسها من العلم وذلك يأتي من خلال استخدامها للأدوات الإجرائية التي تقربها من العلم , أو المناهج العلمية في العملية النقدية التي تؤدي إلى وعي الظواهر العلمية وعيا موضوعيا.
إذا عندما نطلق كلمة علم على النقد الأدبي وعلى العلوم الإنسانية فإننا نحاول تقريبها من العلم من خلال تطبيقها للمناهج والإجراءات العلمية الدقيقة التي تقرب النقد من الموضوعية وتخلصه من الأحكام, مع أن الذاتية تبقى موجودة وهي ضرورية في النقد ولكن بشرط أن نستخدم استخداما صحيحا لا يضر بموضوعية النقد, فبمجرد اختيار نص ما دون آخر تدخل الذاتية, ففي النقد الأدبي هناك نقدان مختلفان للنص الواحد وكلاهما يكون على صواب وسبب الاختلاف هو الذاتية في العلوم النظرية أما القوانين فهي واضحة وكذلك النتائج
هل يمكن إخراج النقد عن العلم ؟
طبعا لا يمكن ذلك ,ولو كان النقد ذاتيا لكان كل شخص ناقدا لأن كل شخص يعلق على النص ويعطي فيه رأيا ما سواء أكان على خطأ أو صواب يعد ناقدا, لذلك هناك أسس ومعايير وشروط للنقد ولا يمكن لأي إنسان أن يقول : أنا سأكتب النقد لأن النقد يحتاج إلى ذائقة وإلى ثقافة وتنمية الذائقة مرتبطة بالثقافة وبالاعتماد على العلوم والمعارف والاطلاع على مختلف المجالات والعلوم لنكون أقرب ما نكون في نقدنا من العلم .
ما الذي يميز ناقدا عن ناقد آخر ؟ ولماذا يقدم ناقد دراسة مختلفة عن شخص في نص واحد ؟
سبب ذلك كله الذاتية, ولا نعني بالذاتية المعنى الشخصي المحض, بل هي القدرات والمهارات لدى الناقد والاستفادة من المناهج, فإذا ما فهمنا الذاتية بهذا المعنى الإيجابي فلا مشكلة في نقدنا .
وهذه القدرات تمكن الناقد من الدخول إلى أعماق النص الأدبي وقد نجد ناقدا ليس لديه القدرات في الغوص في النص فيغلق النص ويجعله أكثر غموضا, وهذا له علاقة بالمهارات والقدرات والجانب الذاتي وحينئذ يتحول دور النقد إلى دور عكسي, ويتخلى بذلك عن وظيفته .
ماهي وظيفة النقد الأدبي
عندما يتناول الناقد النص يحاول أن يفهم ما جذبه إلى هذا النص, وعندما يستطيع الناقد أن يعلل لم جذب إلى النص يكون قد أدى وظيفته , فهو يفسر للمتلقي بلغة دلالية , أما القارئ العادي "غير الناقد" فهو لا يستطيع أن يعلل أو يتحدث عن السبب الذي دعاه إلى قراءة النص .
موقف الناقد من العمل الأدبي
لماذا يطلب من الناقد أن يكون حياديا
قضية الحياد أساسية في النقد الأدبي , وغياب الحياد يقلل من الموضوعية , ويعرض العملية النقدية إلى الخطورة مما يؤدي إلى مسخ النص وتشويهه .
فعندما يتدخل الذوق الشخصي بشكل كبير يؤدي ذلك إلى مسخ النص وهنا يدخل الانحياز الشخصي فحين لا يحب الناقد الكاتب قد يشوه النص ويجب أن تدخل الذاتية ولكن بنسبة لا تؤثر على الموضوعية في نقد النقد, وذلك بألا تتعدى الحدود الموضوعية التي تؤثر على النص, بحيث نحصل في النهاية على نتائج موضوعية .
النقطة الأساسية في قضية إطلاق أحكام القيمة أن يستبعد أي حكم بالقيمة على النص الأدبي إذا لم يكن هذا الحكم معلا, أي أن أي حكم بالقيمة يأتي على النص الأدبي بدون تعليل أو تسويغ مرفوض نهائيا وليس له علاقة بالنقد الصحيح لا من قرب ولا من بعيد:
تاريخ النقد :
كيف بدأ تاريخ النقد وما أقدم صورة من صور النقد ؟
أقدم صور النقد ما لوحظ من نقد الأديب لما يبدعه من شعر أو نثر فكان من المعتاد أن يراجع بعض الأدباء ما يكتبونه وهو ما اصطلح عليه في النقد العربي بمصطلح التنقيح وهذه هي الصورة الأولية للنقد .
وفيما بعد جاءت مدرسة عبيد الشعر التي تؤلف قصائد تدعى الحوليات وكان يتزعمها زهير بن أبي سلمى , فكانوا ينقحون الشعر ويغيرون فيه كلمات وألفاظ .
إذًا هذه هي أقدم صور النقد ثم تطور النقد إلى ما هي عليه الآن وصار له نظريات نقدية حديثة .
وهناك فرق أساسي بين النقد الذي يمارسه الأديب على إبداعه وهو ما يسمى بالنقد الفطري وبين النقد الموضوعي ويكمن الفرق في أن الأديب أو المبدع وهو يترافق نقد الفطري مع مرحلة الإبداع , أما النقد الفني بمعناه اليوم فهو تالٍ لعملية الانتهاء التام من الإبداع وهذه الأشياء ملازمة للنقد على مر العصور.
ما هي العلاقة بين النقد والعلوم الإنسانية الأخرى ؟
لمن يكن النقد منعزلا في يوم من الأيام عن العلوم الأخرى , إذ له صلة مباشرة بمختلف أنواع العلوم والمعارف وفي القديم ارتبط النقد بالفلسفة وقد ترجم الفلاسفة العرب المسلمين النقد اليوناني ولم يُترجَم من قِبَل نُقاد آخرين
فالنقد في القديم ارتبط بالفلسفة. والنقد اليوناني قام بترجمته الفلاسفة العرب, وارتبط كذلك بالعلوم اللغوية ارتباطا أساسيا ووثيقا لأن مادة الإبداع الأولية هي اللغة وهي أداة الاتصال بين الأديب والمتلقي .
وحتى تعلة اللغة من المستوى العادي المألوف إلى المستوى الانزياح الفني الجمالي يجب أن ترتبط بعلوم البلاغة , لأن البلاغة هي التي ترتفع باللغة من لغة عادية إلى لغة أدبية . وحتى ترتفع باللغة إلى مستوى اللغة الأدبية لابد أن تكون بليغة ,
وبما أن الأدب والأدبية يعتمدان بشكل عام في العلوم الإنسانية عامة وفي الأدب على الخصوصية وعلى التراكمية وهذه الطبيعة التراكمية للأدب والأدبية تجعل من التاريخ أساسا في النقد فالتاريخ يجد مكانا له في النقد , ولا سيما تاريخ الأدب
إذًا : فالنقد مرتبط بمختلف المعارف الإنسانية : مرتبط بالفلسفة وبالعلوم اللغوية ولا سيما البلاغة وبالتاريخ .
مراحل تطور النقد :
مر النقد بثلاثة ماحل هي :
أ- المرحلة : وهي البداية المبكرة للنقد وكانت بالحكم على الأدب من ناحية وبالحكم على الأديب من ناحية أخرى .
ب- المرحلة الثانية : لحق بهذه البدايات المبكرة إضافة مهمة, إذ أصبح من مهام النقد عملية الشرح والتفسير للنص إضافة إلى الحكم على الأدب والأديب.
ت- المرحلة الثالثة : ارتفعت هذه الظاهرة بالنقد إلى الوصف والتحليل, وهذا يعني اقتراب النقد من العلم والموضوعية وقلنا سابقا إن النقد إذا اعتمد على الوصف والتحليل يقترب من العلم أما إذا اعتمد على الذوق والذاتية يقترب من المعيارية.
وفي هذه المرحلة أصبح النقد يقوم بعملية الوصف والتحليل , لذلك فإنه يقترب من العلم .
وينتج عن كل هذه العمليات الشرح والتفسير والوصف والتحليل إصدار أحكام القيمة
أحكام القيمة
الفرق بين النقد القديم والنقد الحالي أن النقد القديم كان يصدر الحكم على الإبداع مباشرة فيقول هذا النص جيد أو سيئ دون أي تحليل, أما بعد تطور النقد فقد صارت أحكام القيمة تطلق بعد التحليل والشرح والوصف والتفسير, وهذ الأحكام كانت مرتبطة بمجموعة من العمليات التي تتم في عملية النقد الأدبي,
والتي تتم ممارستها على المادة الأدبية اعتمادا على كل المواد السابقة للأدب مثل السيرة والتراجم وتاريخ الأدب والنظريات الأدبية وكل المواضيع التي تسهم في وصول النقد إلى أداء مهمته الأساسية التي من الممكن أن ترتبط بهذه الأحكام .
كل الأمور السابقة كان متفق عليها أما ما هو مختلف عليه بين النقاد فهو إصدار أحكام القيمة
فهل ينبغي أن يصدر الناقد في نهاية نقده للنص حكما للقيمة أم أن ذلك ليس من مهمة الناقد ؟
طبعا الآراء متعارضه ومختلفة بشأن إصدار حكم القيمة . وحين نتكلم على حكم القيمة الذي يطلقه الناقد نقصد به حكم القيمة المعلل أو المسوغ
لكن الخلاف في شأن إصدار حكم القيمة بين النقاد مع كون حكم القيمة معللا
وقد انقسم النقاد في هذه الشأن إلى ثلاثة أقسام :
· القسم الأول : وهو مع إطلاق أحكام القيمة وحجتهم هي أن غياب أحكام القيمة له مخاطر هي :
1- المساواة بين النص الجديد والردئ
2- اجتراء غير النقاد على النقد الأدبي مما يخرب العملية النقدية .
· القسم الثاني : يمنع أصحابه من إطلاق حكم القيمة ويرون أنه ليس من مهمة الناقد إصداره , لأن ذلك فيه مصادرة لحق المتلقي في التذوق الحر للنص , كما فيه حرمان للمتلقي من ممارسة حقه بالقبول أو الرفض أمام سطوة الناقد الخبير , لذلك فهم يكتفون بدراسة النص وتحليله دون إصدار أي حكم تقييمي .
· القسم الثالث "أصحاب الاتجاه التوفيق : يرى أصحابه أنه لا ضير من وجود كلا النقدين السابقين على الساحة النقدية .
لأن لكل منهما مهمته , بناء على ذلك يكون أصحاب الفريقين السابقين مقبولين عند أصحاب هذا الفريق , وهو يوفق بينهما دون إعلاء توجه على آخر . فالاختلاف في النقد مشروع أساسا , إذ يمكن أن يكون لدينا دراستان مختلفتان وكلاهما مقبولان لأن وجهات النظر تختلف وزاوية النظر التي ينطلق منها الناقد, وبالتالي يمكن أن نصل إلى دراسات متعددة لنص واحد ,وقد يكون ذلك على صعيد ناقد واحد أو على صعيد عدد من النقاد .
وأخيرا علينا أن نعي أن حكم القيمة يتغير بتغير الزمن وبتغير القيمة نفسها .
والحمد لله رب العالمين
المختصر المفيد
قضية تعريف النقد أو وضع تعريف للنقد الأدبي هي قضية مستحيلة, فالنقد بطبيعته إشكالي, إذا لا يوجد تعريف واحد محدد له
النقد الأدبي في صورته الأولية يقوم أساسا على قراءة النص الأدبي وتحديد خواص هذه النص والشكف عما فيه من جوانب الحسن والقبح
على الناقد أن يأخذ موقفا محايدا في تناول النص الأدبي , ولكن هذا الأمر غالبا لا يحدث , وعادة ما ينحاز الناقد إلى النص أو ضده
إن النقد الأدبي مادته الأساسية هي النص الأدبي أو الإبداع الأدبي , فالإبداع يأتي أولا والنقد الأدبي يأتي ثانيا .
فالنقد الأدبي إبداع على إبداع
وبالتالي يعنى النقد الأدبي بالنص تطبيقا وتنظيرا وهو بهذا المعنى يتخذ من الإبداع الأدبي مادة له يعالجها ويقومها ويحللها ويفسرها ليتوصل إلى وضع الأسس الناظمة للنص الأدبي
يمكن أن نقول إن النقد الأدبي هو علم النص أو علم ظاهرة الأدبية .
النقد الأدبي هو معياري بقدر ما هو وصفي , وهو وصفي بقدر ما هو معياري , ولكن إذا غلبت الوصفية على المعيارية فالنقد يكون أقرب إلى العلم ,كلما زادت المعيارية على الوصفية في النقد يكون قد ابتعد عن العلم واقترب من الذاتية والذوق الشخصي .
وقضية تحويل النقد إلى علم حديث كرد فعل على الثورة التكنولوجية
فالدراسات الأدبية النقدية تحاول أن تقرب نفسها من العلم وذلك يأتي من خلال استخدامها للأدوات الإجرائية التي تقربها من العلم , أو المناهج العلمية في العملية النقدية التي تؤدي إلى وعي الظواهر العلمية وعيا موضوعيا
هناك أسس ومعايير وشروط للنقد ولا يمكن لأي إنسان أن يقول : أنا سأكتب النقد لأن النقد يحتاج إلى ذائقة وإلى ثقافة وتنمية الذائقة مرتبطة بالثقافة وبالاعتماد على العلوم والمعارف والاطلاع على مختلف المجالات والعلوم لنكون أقرب ما نكون في نقدنا من العلم .
عندما يتناول الناقد النص يحاول أن يفهم ما جذبه إلى هذا النص, وعندما يستطيع الناقد أن يعلل لم جذب إلى النص يكون قد أدى وظيفته
قضية الحياد أساسية في النقد الأدبي , وغياب الحياد يقلل من الموضوعية , ويعرض العملية النقدية إلى الخطورة مما يؤدي إلى مسخ النص وتشويهه .
حكم بالقيمة يأتي على النص الأدبي بدون تعليل أو تسويغ مرفوض نهائيا وليس له علاقة بالنقد الصحيح لا من قرب ولا من بعيد:
أقدم صور النقد ما لوحظ من نقد الأديب لما يبدعه من شعر أو نثر
وهو ما اصطلح عليه في النقد العربي بمصطلح التنقيح وهذه هي الصورة الأولية للنقد
وهناك فرق أساسي بين النقد الذي يمارسه الأديب على إبداعه وهو ما يسمى بالنقد الفطري وبين النقد الموضوعي
لمن يكن النقد منعزلا في يوم من الأيام عن العلوم الأخرى , إذ له صلة مباشرة بمختلف أنواع العلوم والمعارف
وارتبط كذلك بالعلوم اللغوية ارتباطا أساسيا ووثيقا لأن مادة الإبداع الأولية هي اللغة وهي أداة الاتصال بين الأديب والمتلقي .
وحتى تعلة اللغة من المستوى العادي المألوف إلى المستوى الانزياح الفني الجمالي يجب أن ترتبط بعلوم البلاغة
وبما أن الأدب والأدبية يعتمدان بشكل عام في العلوم الإنسانية عامة وفي الأدب على الخصوصية وعلى التراكمية وهذه الطبيعة التراكمية للأدب والأدبية تجعل من التاريخ أساسا في النقد فالتاريخ يجد مكانا له في النقد , ولا سيما تاريخ الأدب
مر النقد بثلاثة ماحل هي :
أ- المرحلة : وهي البداية المبكرة للنقد وكانت بالحكم على الأدب من ناحية وبالحكم على الأديب من ناحية أخرى .
ب- المرحلة الثانية : لحق بهذه البدايات المبكرة إضافة مهمة, إذ أصبح من مهام النقد عملية الشرح والتفسير للنص إضافة إلى الحكم على الأدب والأديب.
المرحلة الثالثة : ارتفعت هذه الظاهرة بالنقد إلى الوصف والتحليل, وهذا يعني اقتراب النقد من العلم والموضوعية
وينتج عن كل هذه العمليات الشرح والتفسير والوصف والتحليل إصدار أحكام القيمة
الفرق بين النقد القديم والنقد الحالي أن النقد القديم كان يصدر الحكم على الإبداع مباشرة
كل الأمور السابقة كان متفق عليها أما ما هو مختلف عليه بين النقاد فهو إصدار أحكام القيمة
وحين نتكلم على حكم القيمة الذي يطلقه الناقد نقصد به حكم القيمة المعلل أو المسوغ
وقد انقسم النقاد في هذه الشأن إلى ثلاثة أقسام :
· القسم الأول : وهو مع إطلاق أحكام القيمة وحجتهم هي أن غياب أحكام القيمة له مخاطر هي :
1- المساواة بين النص الجديد والردئ
2- اجتراء غير النقاد على النقد الأدبي مما يخرب العملية النقدية .
· القسم الثاني : يمنع أصحابه من إطلاق حكم القيمة ويرون أنه ليس من مهمة الناقد إصداره , لأن ذلك فيه مصادرة لحق المتلقي في التذوق الحر للنص , كما فيه حرمان للمتلقي من ممارسة حقه بالقبول أو الرفض أمام سطوة الناقد الخبير , لذلك فهم يكتفون بدراسة النص وتحليله دون إصدار أي حكم تقييمي .
· القسم الثالث "أصحاب الاتجاه التوفيق : يرى أصحابه أنه لا ضير من وجود كلا النقدين السابقين على الساحة النقدية .
فالاختلاف في النقد مشروع أساسا , إذ يمكن أن يكون لدينا دراستان مختلفتان وكلاهما مقبولان لأن وجهات النظر تختلف وزاوية النظر التي ينطلق منها الناقد
http://olomtec.blogspot.com/2015/06/blog-post_76.html?m=0#.W7cdVN_fs0M
ReplyDeleteانماط النصوص