اصلاح المنظومة التربوية في الجزائر





إصلاح المنظومة التربوية


إصلاح المنظومة التربوية في الجزائر :
 ولمواجهة هذه التحديات نصب رئيس الجمهورية اللجنة الوطنية لإصلاح المنظومة التربوية في شهر ماي سنة 2000 ، فكان على هذه اللجنة أن تتكون من شخصيات ذات الاختصاص في عالم التربية والتكوين والثقافة ، حيث وقع بروتوكول اتفاق بين منظمة اليونسكو ووزارة التربية الوطنية إثر زيارة المدير العام لليونسكو إلى الجزائر في شهر فيفري سنة 2001 تلبية لدعوة رئيس الجمهورية .
حيث أعلن المدير العام لليونسكو قائلا : بأن الطموحات الوتيرة والسريعة التي تميز إصلاح التربية حاليا في الجزائر لتنم عن مدى تطور المجتمع الجزائري وعزمه على الاندماج في مجتمع المعرفة الذي تلوح مباشرة في الأفق (MEN-2005-p215)
وفي شهر جويلية 2002 صادق المجلس الشعبي الوطني على مشروع إصلاح المنظومة التربوية الرامي إلى تغيير نظام التعليم تغييرا نوعيا، حتى  يستجيب لضرورات تحضير
 النشء لسياق جديد تطبعه المشاركة المدنية والاجتماعية والاقتصادية Madoui-2005- 79))، حيث يهدف برنامج دعم إصلاح المنظومة التربوية هذا ، إلى تعزيز قدرات الإطارات الجزائرية حتى يتسنى لها تحسين نوعية التربية الممنوحة للشباب وتكوينهم ، كما يراهن هذا الإصلاح على تحوير البيداغوجيا وتجديد البرامج والكتب المدرسية التي لم تراجع من أكثر من 25 سنة وتكوين المؤطرين  ، وتعميم الاستفادة من التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال . حيث يحاول مواجهة الرهانات والتحديات التي تفرضها ضرورة جعل التربية على قدر أكبر من الرجاحة في ظل التحولات التي يشهدها المجتمع الجزائري .
حيث لأنه في هذه الفترة بالذات أصبح الحديث عن ظهور " المدارس الذكية " وعن بروز المجتمعات المعرفية ، والتعليم عن بعد والجامعات الافتراضية . لذا على أي محاولة للإصلاح للأنظمة التربوية في الجزائر أو في أي دولة من الدول النامية أن تعكس نفس الإرادة السياسية الرامية إلى إدماج الأدوات العلمية والتكنولوجية التي تعمل اليوم على تشييد العالم الجديد .
على هذا الأساس كان الهدف من هذا البرنامج ( PARE )[1] ، هو مرافقة عملية إصلاح المنظومة التربوية بجميع مقتضياتها النظرية والمنهجية وهو ما يفسر تطلعه إلى الدعم المتعدد الجوانب لعملية الإصلاح الشامل مانحا الأفضلية لاكتساب الكفاءات البيداغوجية  ، ويشمل كلا من المحاور التالية :
         *  التخطيط وتكوين المكونين
                     البيداغوجيا
                     * كيفيات إدخال التكنولوجيات الجديدة لإعلام والاتصال
وإعادة النظر في الكتب المدرسية وكل ما من شأنه ضمان إعادة الهيكلة النوعية للمنظومة التربوية الوطنية .
الآن ومن خلال ما سبق فإنه يترتب على هذه اللجنة الأخذ بعين الاعتبار جملة من الأسئلة : هي كيف تم تصور سياسة تكوين تأخذ بعين الاعتبار سياسات تنمية الموارد البشرية وتسيير المؤسسات وتشغيل الكفاءات ؟ وما هي المؤشرات الواجب تجديدها حتى يتسنى لنا تحقيق الترابط بين الاستثمارات المادية والاستثمارات في التكوين وغيرها من الاستثمارات الغير مادية ؟ كيف يمكننا إيجاد تلك الرابطة الضرورية والمنطقية بين مختلف مستويات التعليم بغية إضفاء صبغة متجانسة أكثر على أنظمة تكوين حتى يتكيف التكوين الجامعي والمهني بصفة أنجع مع عالم الشغل ؟ وليس بعيدا عن هذه الأسئلة يطرح الفرنسي ( Cuy AVANZINI 1998) سؤالا وهو أستاذ في علوم التربية في جامعة ( Lyon )  بفرنسا ، مختص في تاريخ الأفكار البيداغوجية وفلسفة التربية مفاده " أي إنسان يجب على المدرسة تكوينه ، وعلى أساس أي قيم ولأي عالم وأي مجتمع ؟ 
وبطبيعة الحال فإن اللجنة الوطنية لإصلاح المنظومة التربوية الجزائرية ( 2000-2001 ) ، كانت على علم بكل هذه التساؤلات التي تعتبر نتيجة لتفكير واسع ، أريد به التوفيق بين عدد تساؤلات شأن الغايات الجديدة للتربية والتكوين والتفكير الموضوعي في الوضع الحقيقي للمنظومة التربوية ، التي ينبغي إعادة تجديد أهدافها والتي وصفت بالتقهقر (المدرسة) ، وأنها مريضة كما حملها آخرون مسئولية الأزمات الاجتماعية والسياسية التي طبعت تاريخ الجزائر ، طيلة فترة ما بعد الاستعمار وكأن المدرسة أو أي جهاز اجتماعي آخر يستطيع العمل بصفة مستقلة عن الهيكل العام الذي يطوقه ويغذيه .
 التغيرات التي أدخلت في مستوى البرامج :
لقد أدخلت جملة من الإجراءات الجديدة حيز التنفيذ خلال السنوات الدراسية 2003/2004/2005 وهكذا يدرج الطور المسمى بالتربية التحضيرية في منطق إعادة الهيكلة الجديدة للنظام ، مع السعي إلى تعميمه على الأطفال البالغين من العمر 5 سنوات .
 أما طور التعليم الابتدائي فإن مدته تقلصت من 6 سنوات إلى 5 سنوات ، وتتمثل هذه الإجراءات أيضا استحداث مادة تعليمية جديدة تحمل اسم " التربية العلمية التكنولوجية " حيث تدرس ابتداء من السنة الأولى ابتدائي ، كما تشمل تعليم اللغة الفرنسية كلغة أجنبية أولى تدرس ابتداء من السنة الثانية ابتدائي ، واعتماد الرموز العالمية في مادة الرياضيات وتجدر الإشارة في هذا المقام إلى إدخال اللغة الأمازيغية في السنة الرابعة  ابتدائي .
أما التغييرات التي أحدثت في طور التعليم المتوسط فهي تشمل تمديد ، مدة هذا الطور من ثلاث سنوات إلى 4 سنوات ، وتعليم اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية ثانية ابتداء من السنة الأولى متوسط ، واعتماد نظام الترميز العالمي وإدراج المصطلحات العلمية وتعويض مادة التربية التكنولوجية بمادة جديدة هـي " العلوم الفيزيائية والتكنولوجية "  ونشير هنا أيضا إلى أن اللغة الأمازيغية تحتل مكانتها كلغة وطنية .
 تنصيب البرامج :
نظرا إلى الاستعجال السياسي فإن عملية برمجة وتنصيب البرامج في الميدان قد شرع فيها ابتداء من شهر سبتمبر 2003 ، وشملت السنة أولى ابتدائي والسنة أولى متوسط بصفة آنية لتصل في نهاية المطاف إلى السنة الرابعة متوسط والسنة الخامسة ابتدائي في سبتمبر 2007 (MEN -2005-p215)، وتطرح هذه البرمجة مشكل تسيير تدفقات التلاميذ وحركة المعلمين ، لأن إضافة السنة الرابعة في الطور المتوسط تتطلب مزيدا من المحلات والمؤطرين ، كما أن التقاء دفعة التلاميذ المتخرجين من السنة السادسة القديمة للتعليم الأساسي والمتخرجين من السنة الخامسة الجديدة للتعليم الابتدائي سيولد دفعة مضافة العدد من التلاميذ ، وهذا الوضع يطرح مشكلتين متماثلتين هما :
- الحاجة إلى محلات مدرسية وإلى التأطير
- الاختلاف في ملمح الدخول في السنة الأولى متوسط بين الدفعتين من التلاميذ وهذا الأمر يتطلب اتخاذ إجراءات بيداغوجية نوعية لضمان تكافؤ الفرص عند نهاية الطور المتوسط ، بين دفعتين من التلاميذ لم يتبعوا نفس المسلك ولا نفس البرامج فإذا كان التفكير متواصلا من الناحية البيداغوجية فيما يخص الحاجة إلى المحلات حيث برمج إنجاز أكثر من 900 متوسطة في سنة 2009 ، فإن التأطير يبدو خاليا من المشاكل بتخفيض مدة الدراسة إلى خمس سنوات في الابتدائي ( يترتب عن ذلك فائض في معلمي الابتدائي ) ، غير أن هناك عمليات المحاكاة
التي ستجري بغية تحضير المواسم الدراسية المقبلة برصانة لأن هذه الفترة صعبة ويليق أن تحضّر بدقة كبيرة .
إذن فإن تحسين ملائمة ونوعية التدريبات هي هدف الإصلاح التربوي الجديد ، وهذه التغييرات البيداغوجية تمثل رؤية جديدة للتربية وهي رؤية محددة بالمقاربة بالكفاءات( l’approche par compétence )  (MEN-2005 –p235)والتي تضع المتعلم في مركز العملية التدريبية والتعليمية.
ومن خلال ما سبق ذكره يمكن القول بأنه هناك ثلاث مستويات أساسية للإصلاح الجديد :
* تجديد البرامج الدراسية و الوسائل والأدوات الأخرى للتدريب .
* كفاءة وحركية  الأساتذة من خلال التكوين .
* إعادة تنظيم مدة وشعب التعليم والتدريب .
 تطبيق المقاربة بالكفاءات
 إن المقاربة بالكفاءات مبنية على منطق التعلم المتمركز على نشاطات واستجابات التلميذ الذي يواجه وضعيات إشكالية ، فالمهم ليس في تلقين التلميذ معارف فحسب بل أيضا وبالخصوص في استعمال قدراته في وضعيات يومية تنطبق على حياته وتساعده على التعلم بنفسه ،(Ferhi-2005-p125) ، وهكذا ينبغي أن يزود التلميذ بالأدوات الملائمة حتى يتسنى له حل المشكلات مرحلة بمرحلة ، ويصير بذلك قادرا على النجاح ويتمتع بالأهلية لمواجهة المجتمع الذي لا بد له من العيش فيه.
تتميز هذه المقاربة عن غيرها أساسا بطابعها الإدماجي ، وبقدرتها على إقامة معبر بين المعرفة من جهة وبين الكفاءات و السلوكيات من جهة أخرى ، وبذلك تزول الحدود بين المواد العلمية ، لتساهم كل مادة بقسطها في تطور الطفل وفي تكوين شخصية سليمة ومستقلة وقادرة على التكوين الذاتي في معترك الحياة.
فالإعلام والاتصال عبر الحاسوب يعتبر لغة جديدة وأساسية لا يمكن التغاضي عنها ،وأهميتها لا تكمن في استعمال الآلة من أجل تحسين الأداء التربوي وبلوغ التعلم المستهدف وتغيير دور المعلم في القسم ،وهي أيضا تتطلب كفاءات جديدة تضاف إلى التكوين القاعدي للمعلم ، وبالتالي يصبح منشطا ومؤطرا بيداغوجيا ،لأنه لم يعد الوحيد الذي يملك المعرفة (Ferhi-2005-p125).
وترمي المقاربة الجديدة إلى منح التلميذ الكفاءات التي تمكنه في نهاية المطاف ، من تحديد مستقبله ،واختيار مشروعه الشخصي عن بينة من أمره، حيث تتيح له الكفاءات أيضا أن ينضج وان يكون مستقلا عن محيطه ، ويجب أن ينتقل التلميذ من مؤسسة قسرية تمارس المراقبة إلى مؤسسة أكثر انفتاحا وتقترح مقاييس جديدة لتسيير العلاقات بين شركائها من خلال(MEN -2005-p235):
  • إقامة تشاور وحوار على المستوى الأفقي بين العلم والتلميذ
  • إقامة علاقة تضامن بين المعلمين والمدير وأولياء التلاميذ والجمعيات و أهل الحي.
  • تغيير دور كل من المعلم والتلميذ.
فمن وجهة النظر الجديدة هذه فان المعلم يلعب دور الباحث عن طرائق تسمح بترقية كفاءات تلاميذه ومعارفهم ومنهجياتهم وسلوكياتهم ووضعياتهم في المجتمع بكيفية تجعلهم يتمسكون بقيم وأصالة مجتمعهم مع تمكنهم من العناصر التي تسمح لهم بالمساهمة في تنمية بلادهم .
فالمعلم إذن موجه ومسير لسيرورة التعلم وهذا يتطلب منه اكتساب كفاءات جديدة زيادة على أهليته التقليدية في البحث عن المعلومات العلمية والتربوية  والثقافية وتشمل هذه الاستعدادات أيضا القدرة على مناقشة الآخرين ومشاورتهم وعدم فرض رأيه عليهم ، وكذلك أن يستطيع نقد ذاته.
لقد أصبح للتلميذ أدوار جديدة في المدرسة ، فالمقاربة بالكفاءات الجديدة تعطيه الحق في المساهمة مع المعلم لاكتساب معارفه في إطار علاقة أفقية متفاعلة ، إذ أن التلميذ يبحث ويحلل ويستعمل المعلومات ، حيث يجب على المدرسة أن تمنحه أدوارا بيداغوجية ملائمة.
وهنا يمكن أن نطرح سؤالا مفاده : ماهي المقاربة بالكفاءات ؟
 فالمقاربة بالكفاءات هي طريقة في إعداد الدروس والبرامج التعليمية وذلك من خلال
 - التحليل الدقيق للوضعيات التي يتواجد فيها المتعلمون أو التي سوف يتواجدون فيها
- تحديد الكفاءات المطلوبة لأداء المهام وتحمًل المسؤوليات الناتجة عنها.
- ترجمة هذه الكفاءات إلى أهداف وأنشطة تعلمية.
لماذا المقاربة بالكفاءات ؟*
1-     جاءت المقاربة بالكفاءات لإثراء ودعم وتحسين البيداغوجيا، وليس للتنكر أو لمحو فن تربوي عمره سنوات طويلة .
2- يفشل كثير من التلاميذ، بسبب عدم تمكنهم من تحويل المعارف، لأنهم يكتسبون معارف منفصلة عن سياقها، ومقطوعة عن كل ممارسة .
3- من أجل ترسيخ المعارف في الثقافة والنشاط .
4- لأن المعارف المدرسية لا معنى لها بالنسبة للتلاميذ ما دامت منفصلة عن مصادرها وعن استعمالاتها الاجتماعية. إذا فالمقاربة بالكفاءات تنشئ علاقات بين الثقافة المدرسية والممارسات الاجتماعية.
5- إن المقاربة بالكفاءات تمثل ثورة تعليمية للمعلمين والأساتذة، وهي تتطلب بالفعل (أحمد – 2003-ص63) :
         * وضع وتوضيح عقد تعليمي جديد .           
         *  تَبني تخطيط مرن وذو دلالة .
         * العمل باستمرار عن طريق المشكلات.
         * اعتبار الموارد كمعارف ينبغي تسخيرها.
          * ابتكار أو استعمال وسائل تعليمية مناسبة وهادفة .
          * مناقشة وقيادة مشاريع مع التلاميذ .
          * ممارسة تقويم تكويني في وضعيات العمل. 
مكانة المعلم في بيداغوجية الكفاءات*
 إن المعلم في إطار المقاربة بالكفاءات مطالب بالتخلي في كثير من الأحيان عن الطريقة الاستنتاجية في التدريس . فعليه أن يكون منظما للوضعيات، منشطا للتلاميذ، حاثا إياهم على الملاحظة والتشاور والتعاون، ومسهلا لهم عملية البحث والتقصي في المصادر المختلفة للمعرفة (كتب، مجلات، جرائد، قواميس، موسوعات، أقراص مضغوطة، أنترنت الخ...). وبقدر ما يكون بحاجة إلى الوسائل التعليمية ستكون حاجته أكثر إلى إبتكار وضعيات التعلم التي يواجه فيها المتعلم مشكلات وينجز مشاريع .
-  يصبح مدربا، كما يحدث في ميدان رياضي أو في ورشة فنية. يدعم التعلم، ينظم وضعيات معقدة، يخترع مشاكل وتحديات، يقترح ألغازا ومشاريع .
- دوره شديد الأهمية، لكنه لا يحتكر الكلمة ولا يحتل صدارة المسرح .
- ينبغي أن تتطور كفاءته المهنية باعتماد التكوين الذاتي حول :
* بناء الهندسة التعليمية (تصور وخلق وضعيات الوساطة) .
* الملاحظة التكوينية والتعديل الدقيق للأنشطة التعليمية .
* إشراك المعلم والأستاذ في إستراتيجية التغيير من البيداغوجيا المركزة على المعارف إلى البيداغوجيا المركزة على التكوين بواسطة المقاربة بالكفاءات، يعتبر أكثر من ضرورة .

* مزايا المقاربة بالكفاءات
   تساعد المقاربة بالكفاءات على تحقيق الأغراض الآتية (جابر -2088-ص 42) :
أ- تبني الطرق البيداغوجية النشطة والإبتكار:
 من المعروف أن أحسن الطرائق البيداغوجية هي تلك التي تجعل المتعلم محور العملية "التعليمية-التعلمية" . والمقاربة بالكفاءات ليست معزولة عن ذلك، إذ أنها تعمل على إقحام التلميذ في أنشطة ذات معنى بالنسبة إليه، منها على سبيل المثال "إنجاز المشاريع وحل المشكلات" . ويتم ذلك إما بشكل فردي أو جماعي .


ب- تحفيز المتعلمين ( المتكونين ) على العمل:
 يترتب عن تبني الطرق البيداغوجية النشطة، تولد الدافع للعمل لدى المتعلم، فتخف أو تزول كثير من حالات عدم انضباط التلاميذ في القسم. ذلك لأن كل واحد منهم سوف يكلف بمهمة تناسب وتيرة عمله، وتتماشى وميوله واهتمامه .
ج- تنمية المهارات وإكساب الاتجاهات، الميول والسلوكيات الجديدة :
تعمل المقاربة بالكفاءات على تنمية قدرات المتعلم العقلية (المعرفية) ، العاطفية (الانفعالية) و"النفسية-الحركية"، وقد تتحقق منفردة أو متجمعة.
د- عدم إهمال المحتويات ( المضامين ):
إن المقاربة بالكفاءات لا تعني استبعاد المضامين، وإنما سيكون إدراجها في إطار ما ينجزه المتعلم لتنمية كفاءاته، كما هو الحال أثناء إنجاز المشروع مثلا .
هـ اعتبارها معيارا للنجاح المدرسي:
 تعتبر المقاربة بالكفاءات أحسن دليل على أن الجهود المبذولة من أجل التكوين تؤتي ثمارها وذلك لأخذها الفروق الفردية بعين الإعتبار .
التعلم في بيداغوجية الكفاءات
 يُبنى تعلم التلاميذ في بيداغوجية الكفاءات على الوضعية المُشْكلة وإعداد المشاريع، التي ينبغي أن تكون على صلة بواقعهم المعيش، وأن يسخروا فيها مكتسباتهم المعرفية والمنهجية. وأن يربطوها بواقعهم وحياتهم في جوانبها الجسمية النفسية، الاجتماعية، الثقافية والاقتصادية. وتسمح المقاربة بالكفاءات عموما بتحقيق ما يأتي (جابر -2088-ص 42):
1/ إعطاء معنى للتعلم:
تحدد عملية تنمية الكفاءات الإطار المستقبلي لتعلم التلاميذ، والربط بينه وبين وضعيات لها معنى بالنسبة إليهم، وأن يكون لتعلمهم هدف، وبذلك لا تكون المعارف والمعلومات التي يكتسبها التلاميذ نظرية فقط، بل سيستغلونها حاضرا ومستقبلا. فاكتساب القواعد الصحية للجهاز العصبي مثلا وغيرها، يكون من أجل الحفاظ على سلامة الجسم ووقايته .
2/ جعل التعليم أكثر نجاعة:
*تضمن المقاربة بالكفاءات أحسن حفظ للمكتسبات، لاعتمادها أسلوب حل المشكلات وإنماء قدرات المتعلمين كلما واجهوا وضعيات جديدة، صعبة ومتنوعة .
* تسمح المقاربة بالكفاءات بالتركيز على المهم فقط
           * تربط المقاربة بالكفاءات بين مختلف المفاهيم سواء في إطار المادة الدراسية الواحدة أو في إطار مجموعة من المواد.
3/ بناء التعليم المستقبلي:
إن الربط التدريجي بين مختلف مكتسبات التلاميذ وفي وضعيات ذات معنى  سوف يمكن من تجاوز الإطار المدرسي ويسمح باستثمار هذه المكتسبات سنة تلو أخرى ومرحلة بعد أخرى لنكون في خدمة كفاءات أكثر تعقيدا .
خاتمة :
أخيرا يمكن القول أن التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مختلف الدول المتقدمة اليوم قائمة على أساس الاقتصاد المعرفي الجديد في ظل التحول السريع إلى مجتمعات المعرفة ، التي تقوم بتوظيف الكفاءات القادرة على النهوض بالمجتمعات من خلال أنظمتها التربوية التي عرفت السنوات الأخيرة جملة من الإصلاحات ليس في العالم المتقدم فحسب وإنما في مختلف دول العالم النامي والعربي عموما.
فمهمة التعليم في العالم اليوم هي تدريب المتعلمين على كيفية التعلم والوصول الى المعلومات ، هذه الأخيرة التي أصبحت المحرك الأساسي لتطور المجتمعات الحديثة ، وبناء الكوادر والكفاءات القادرة على الإبداع والتغيير في ظل تطور هائل لتكنولوجيات الإعلام والاتصال أعطت الأهمية البالغة للعقول في صناعة الازدهار.
والجزائر واحدة من هذه الدول التي أولت النظام التربوي خلال العشر سنوات القليلة الماضية إصلاحا شاملا مس مختلف مستويات التعليم ، وعمدت إلى إدخال طريقة المقاربة بالكفاءات ، والتي لا تزال تحتاج إلى المزيد من التوضيح من أجل تطبيقها الأمثل في العملية التعليمية حتى تؤتي أهدافها.



لتحميل الموضوع  صيغة وورد









طريقة التحميل 





 للمزيد من المواضيع قم بزيارة هذه الصفحة








ليصلك الجديد فيما يخص ما ننشره 

 قم بتسجيل الاعجاب بالصفحة 



Search This Blog