Ads2

Ads

المقالة الصحفية




المقال الصحفي

 تاريخاً كان المقال هو الأصل والأساس في تحرير الصحف والمجلات منذ نشأتها..وظل لفترة تاريخية طويلة صاحب المكانة الأولى في تحريرها،وبقيام الحرب العالمية الأولى تراجع المقال إلى الصفحات الداخلية ليتصدر الخبر الصفحات الأولى،أما قبل ذلك فكانت الصحف تصدر معتمدة على المقال في صفحاتها الأولى، وكانت كل صحيفة تتباهى بمقالاتها وتفخر بكتابها وتعمل من خلال ذلك على تدعيم مركزها ورواجها في سوق القراء.

 فالمقال الصحفي كفن تحريري يلعب دوراً كبيراً في تحقيق وظيفة الصحافة في مجال التوجيه والتنوير والإرشاد وتكوين الرأي ، ومثلما هو كذلك فهو أيضاً يعين الصحيفة على القيام بالدور الذي ينبغي أن تقوم به خدمة لقرائها ..فالقارئ لا ينتظر من الصحيفة التي اعتاد قراءتها،أن تمده بالأخبار في عالم اليوم الذي استطاعت فيه تقنيات الاتصال أن تنقل الأحداث لحظة وقوعها في أي بقعة من الكرة الأرضية،وإنما ينتظر من صحيفته أن تكون رؤية تحريرية قادرة على تفسير الأحداث وتقديم المعلومات وشرح القضايا ومسائل ما وراء الكواليس، كما ينتظر من صحيفته أن تلبي حاجته إلى المعرفة والثقافة ، وأن تمكنه من فهم ما يدور حوله من أحداث ونشاطات ووقائع وقضايا..
 والمقال مثلما هو فكرة يتلقفها الصحفي ليعالجها بأسلوبه الخاص وطابعه المتميز، هو أيضاً يشكل دعوة للقراء للتفكر والتدبر وربما التصرف تجاه الأحداث من واقع فهمها لها ، وفي ذلك تلعب مقالات الرأي والرصد والتحليل والتفسير لمختلف الموضوعات والقضايا دوراً في تحقيق الصحافة لوظيفتها في قيادة الرأي العام، فهذا النوع من المقالات ينبغي أن يكون خروجاً من دائرة وحدود ما هو كائن ومعروف ، إلى عمق وجوهر ما هو غير معروف وما يجب أن يكون، ففي هذا النوع من المقالات يكمن التوقع والاستكشاف والرؤية والدعوة والاستقطاب وما يتبع كل ذلك من إعمال للفكر واتخاذ للموقف والدعوة للتغير.



المقالة والصحافة:
- يتصل تاريخ المقالة العربية الحديثة اتصالا وثيقا بتاريخ الصحافة في الشرق الأوسط، فهو يرجع إلى تاريخ غزو نابليون للشرق ووجود المطابع الحديثة،وقد ظلت الصحافة لفترة طويلة تحتفظ بطريقة المقال الافتتاحي للجريدة والذي كان يدور في الغالب حول الموقف السياسي وما يعرض فيه من الأحوال والتقلبات، وقد ظهر المقال الأدبي إلى جانب المقال الصحفي.

هل هناك اختلاف بين المقال الصحفي والمقال الأدبي؟

المقال الصحفي يتناول المشكلات القائمة والقضايا العارضة من الناحية السياسية، أما المقال الأدبي فيعرض لمشكلات الأدب والفن والتاريخ والاجتماع.

كُتّــاب المقالات:

هناك كتاب استطاعوا الإجادة في كتابة النوعين من المقالات، المقالة الصحفية والمقالة الأدبية،ومنهم:عباس محمود العقاد، والدكتور حسين هيكل، والدكتور طه حسين.
وهناك
كتاب اشتهروا بإجادة المقالة الصحفية فقط، منهم:الصحفي عبد القادر حمزة، وأحمد حافظ عوض، والدكتور محمود عزمي.
وهناك كتاب اشتهروا بكتابة المقالة الأدبية الخالصة، ومنهم:
ميخائيل نعيمة، وجبران خليل جبران، ومي زيادة، وعبد العزيز البشري.


 - أنواع المقال الصحفي:

 للمقال الصحفي نوعان

 1- المقال الافتتاحي: يكتبه رئيس التحرير، وهو يستعين بالوثائق ليدعم رأيه. وهو يلتزم فيه بما يلي :
 - التحفظ والحذر في إبداء الرأي.

 - إقناع القارئ ، وطرح الموضوعات الطازجة.

 - النزوع إلى التوجيه ومخاطبة الرأي العام.

 - تناول مايهم البلاد من أحوال سياسية، داخلية وخارجية واقتصادية وجتماعية.

 مميزات أسلوب المقال الصحفي 
 1- يشتمل على فكرة يحسن كاتبها عرضها في ثوب من التشويق.
 2- أسلوبه سهل واضح يفهمه كل قارئ.
 3- يميل إلى الجدل في مناقشة الأراء والاتجاهات المختلفة.
 4- يميل إلى التطويل فيما يتطلب ذلك، وإلى الإيجاز في أكثر الأمور.
 2- مقال الرأي: وهو القسم الثاني من المقال الصحفي:
 1- ليس بالضرورة أن يعبر مقال الرأي عن رأي الصحيفة كالمقال الافتتاحي.
 2- وهو ليس مقصوراً على جوانب سياسية.
 3- يمكن أن يُقدّمَ في سلسلة معينة، مثل فن القصة، أو قضية المرأة في أفريقيا.

 - ضرورة كتابة المقال من حيث الشكل والمضمون:
 الكتابة فن رفيع لا تكفي فيه كثرة الإطلاع وسعة الثقافة وتنوع المعرفة والتمتع بالموهبة، ذلك أن للكتابة عموماً، ولكتابة المقال الصحفي بصفة خاصة ضرورات، فإن توفرت في أي مقال صحفي أياً كان نوعه رفعت من قيمته وأرضت قراءه.. هذه الضرورات تعطي للمقال الصحفي درجة من القبول، تجعل القراء يقبلون على قراءته والتحدث عنه للآخرين، بما يعطي لكاتبة شهرة وذيوعاً، وتتصل ضرورات كتابة المقال بالشكل والمضمون بما هو آت:

 أ‌-ضرورات كتابة المقال الصحفي من حيث الشكل:
 المقال كأي جسم كتابي له مكونات بعضها يتصل بالفكرة وأسلوب عرضها وطريقة تقديمها،وبعضها الآخر يتصل بالشكل الذي يكون عليه المقال وأهمها: العنوان والمقدمة والجسم والخاتمة والصورة إذا دعت الضرورة لوجودها .
 هذه المكونات تجمع مختلف أنواع المقالات على وجودها،مثلما يُجمع مختلف كتاب المقالات على الكتابة على أساسها.

 ب/ ضرورة كتابة المقال من حيث المضمون:
 لكي تكون البداية صحيحة يجب أن تكتب الموضوع أولاً في رأسك،بعد أن يروق لك ويثير اهتمامك..ثم فكر في الزاوية التي ستكتب عنها،والعبارات التي تستحق أن تأخذ بها،وعناصر التشويق التي يجب أن تسيطر عليها،ومن ثم يبدأ سعيك نحو الأسلوب الذي ستكتب به،فحين تنطلق الكلمات على الورق ،يجب أن تركز على المقدمة،وتذكر أنها هي التي تحدد المزاج العام للمقال،وهي التي ستتضمن العنصر الذي أثار خيالك واستفز تفكيرك،لعله أيضاً يفعل القارئ نفس الشيء، ففي كل أنواع الكتابة الصحفية لا يمكننا تجاهل الهرم المقلوب ،لأن له سمة واحدة ينبغي تطبيقها في كل أشكال الكتابة الصحفية،هذه السمة تتمثل في أن تكون أول فقرة (المقدمة) بالغة القوة،وأفضل الفقرات هي التي تجعل القارئ يحس وكأنه يرى..وهو سبيل الكاتب المتميز.

 خطوات تحرير المقال:

 على الرغم من أن المقال وثبة عقلية لا تجري على نسق معين،إلا أن التجارب دلت على أن تحريره يمر بعدة خطوات نجملها في الآتي:

 الخطوة الأولى: الكتابة في الذهن :وهي قاعدة عامة لمختلف أنواع الكتابة الصحفية حيث تبدو الأفكار والعبارات والجمل مشرقة في ذهن الكاتب، وهي نتاج للمعايشة الصحفية المستمرة للأحداث محلياً وعالمياً.
 فالكاتب الذي لا يتمثله الحضور الذهني الصحفي قبل البدء في الكتابة،فذلك يعني أنه لم يكن موفقاً في اقتناص الفكرة التي سيكتب عنها، ومناقشته لها مع نفسه،وغالباً ما تستعصي الكتابة عليه،ويجد نفسه حائراً من أين يبدأ؟وماذا يكتب؟وماذا يترك؟

 الخطوة الثانية: تقسيم الفكرة إلى عناصر :بعد استقرار الحضور الذهني للفكرة يبدأ الكاتب في تقسيمها إلى عناصر كي يسترشد بها في تناول الفكرة، فالعناصر هي التي تحدد ما سوف يكتبه المحرر،فقد تحتاج بعض العناصر إلى معلومات معينة، أو رأي خبير أو ما إلى ذلك.

 الخطوة الثالثة: تحديد الاتجاه العام للمقال: هذا الاتجاه هو الموقف الذي ستكون عليه كتابته في ضوء المواءمة بين:رؤيته الخاصة وسياسة الصحيفة وتوقعات القراء.

 الخطوة الرابعة: تنظيم المادة: وذلك بترتيب العناصر واستبعاد الضعيف والقلق منها،وكذلك الأمر بالنسبة للمعلومات..

 الخطوة الخامسة: كتابة المقال:وتبدأ هذه الخطوة بكتابة العنوان والمقدمة وجسم المقال ثم خاتمته.. وبعض الكتاب يؤجلون كتابة العنوان إلى ما بعد الفراغ من كتابة المقال،فليس هناك قاعدة ثابتة أو طريقة معينة.. فلكل كاتب أسلوبه وطريقته الخاصة في إعداد نسيج مقاله،ولكن من المهم في ذلك أن يحافظ الكاتب على الوحدة العضوية للمقال ، والتي تجعله متماسكاً في شكله ومضمونه ولتحقيق ذلك يجب أن يتأكد الكاتب من سلامة اختياراته لعبارات الربط التي يتنقل بها من فقرة إلى أخرى،والأهم من ذلك كله،أن يحافظ على الفكرة الأساسية على طول المقال حتى لا تبعده التفاصيل عن جوهر الموضوع فتضعف المعالجة ويتيه القارئ.

 الخطوة السادسة: المراجعة.. في هذه الخطوة يخضع المقال إلى المراجعة التي تؤدي إلى
 1-استبدال عنوان بآخر.
 2-تغيير نوع المقدمة أو تعديل بعض جوانبها أو اختصارها أو إدخال إضافات عليها
 3-تقديم أو تأخير أو حذف أو دمج بعض فقرات المقال.
 4-التأكد من صحة بعض الآراء أو المواقف التي تبناها الكاتب ومدى اتصافها وموضوعيتها.
 5-مراجعة الأسماء والتأكد من صحة المعلومات والأرقام والتواريخ.
 6-التأكد من السلامة اللغوية من حيث النحو والإملاء واستخدام الألفاظ المناسبة والمعاني .
 7-الاطمئنان على طول المقال وعدد سطوره بما يتناسب مع المساحة المتاحة أو المخصصة له.

 خصائص لغة المقال:

 لغة المقال ليست اللغة المتقعرة التي يتسابق الكتاب لحشو مقالاتهم بها، فالكلمات العقيمة والألفاظ الغربية،تجعل القارئ ينفر من قراءة المقال إلى مادة أخرى تكون كلماتها وألفاظها أكثر سهولة وجاذبية وسلاسة،لأنها تشعرهم أن كتابها يتعالى عليهم..
 ولغة المقال هي اللغة السهلة السليمة الواضحة القريبة من فهم غالبية القراء،فهي اللغة التي:

 1-تنساب كلماتها دون صعوبة أو تعقيد.
 2-تتأثر بالواقع السياسي الحدثي وظروفه وأحواله المتغيرة.
 3-تتصل بالتحولات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للمجتمع والعالم من حوله.
 4-تتواكب مع التطورات والأحداث العالمية.
 5-تتفاعل مع اللغات الأخرى.
 6-لا تستغني عن استخدام بعض الكلمات العامية، كمثل شعبي مشهور أو بيت شعر شعبي أو عبارة قالها شاهد عيان بالعامية،على أن ذلك يجب ألا يصل إلى حد الإسراف .
 7-تستخدم بعض عناصر الأسلوب الأدبي، دون أن يتقمص الصحفي شخصية الأديب الكامل،بمعنى أن تكون استعانته ببعض صور وأساليب وخصائص الأسلوب الأدبي محدودة،ودون تهافت أو مغالاة،وأن يكون ذلك لغرض وظيفي لخدمة المعنى وليس لغرض جمالي،فبلاغة الكتابة في الصحافة هي البلاغة العملية الوظيفة وليست البلاغة الأدبية الجمالية.

كيفية كتابة مقال صحفي 

جمع المعلومات:
لبناء مقال صحفي ناجح ينبغي أن تقوم بالإعتماد بشكل أساسي على معلومات دقيقة وموثوقة، لذا كان عليك الإجتهاد في جمع المعلومات من المصادر المتنوّعة، ويجب أن تشمل المعلومات جميع الجوانب المتعلّقة بالحدث أو المقال الذي تريد كتابته، فمثلاً لو كنت تريد كتابة مقال صحفي عن إقرار قانون جديد فمن الأفضل جمع معلومات حول القوانين السّابقة ولماذا تم تمرير هذا القانون وتناول وجهات النّظر المعارضة. •
 إجراء المقابلات:
 لتعزيز مقالك الصحفي فمن الأفضل أن تقوم بإجراء بعض المقابلات مع الأشخاص الخبراء أو المعنيين بالموضوع الذي تريد كتابته، أيضاً بإمكانك أخذ آراء بعض النّاس حول الموضوع أو المسألة التي تتناولها في مقالك. •
 الدقة:
 كن على علم أنه يقع على عاتقك مسؤوليّة كبيرة عند كتابتك للمقال الصحفي فأنت بالدّرجة الأولى تريد تقديم معلومات دقيقة للقرّاء، وربّما تظن أنّ الوقوع في بعض الأخطاء يبدو أمراً تافهاً أو بسيطاً ولكن الحقيقة أنّه يمكن أن يكون لذلك عواقب وخيمة، لذلك قم دائماً بالتحقّق من البيانات والأرقام التي تدرجها في مقالك وذلك بالاستعانة ببعض المصادر الموثوقة. •
العنوان:
عنوان المقال الصحفي يشكّل عاملاً هامّاً في جذب القرّاء، وإعطاء أهميّة أكبر للمقال، لذلك من الجيّد أن تستخدم عنوان مشوّق ومناسب لمحتوى المقال. •
 مقدمة المقال:
حاول أن تقوم بالإهتمام بمقدّمة المقال بشكل جيّد، ويجب أن تحتوي الفقرة الأولى للمقال الصحفي على المعلومات الأكثر أهميّة في موضوع المقال. •
 الترتيب:
عند كتابة المقال الصحفي يجب عليك مراعاة ترتيب الفقرات اعتماداً على الأهميّة لا على العامل الزمني، أيضاً عند إدراج التفاصيل الطويلة نوعاً ما فقم بوضع التفاصيل الأكثر أهميّة ثم الأقل. •
الخاتمة:
إنشاء خاتمة في نهاية المقال عامل مهم في لفت انتباه القارئ للموضوع بعد انتهائه من قراءة المقال، لذا يفضل أن تعطي موجزاً سريعاً للنقاط الأساسيّة التي تناولها المقال بأسلوب شيّق ومميّز.


 وأخيراً:

 إن كتابة المقال الصحفي ليست بالصعوبة التي يحاول أن يصورها البعض، كما أنها ليست بالسهولة التي تظهر بها على صفحات الصحف،فهمي عملية متميزة،لأنها تختلف عن أساليب كتابة الفنون الصحفية الأخرى، وإن كانت جميعها تميل إلى الكتابة الموجزة التي يتم فيها تحديد النقاط بسرعة وباختصار المعنى المقصود أو المطلوب،فالإيجاز وليد الحاجة في العمل الصحفي حيث المساحة المخصصة تقف حائلاً أمام اندفاع الصحفي لكتابة التعبيرات النثرية المطولة، فالمقال أحوج مايكون إلى ذلك حتى لاتتحول فقراته إلى ثرثرة وجدل وترديد لمعلومات ووقائع تناولتها الأخبار .



لتحميل الدرس  صيغة وورد







طريقة التحميل







 للمزيد من المواضيع المتعلقة بالتحضير لشهادة الباكالوريا 2016

قم بزيارة هذه الصفحة










ليصلك الجديد فيما يخص ما ننشره 

 قم بتسجيل الاعجاب بالصفحة 

المقال الأدبي



تعريف المقال

 هو فن نثري يعرض الكاتب فيه قضية أو فكرة ما بطريقة منظمة ومشوقة 

وهو محدود الحجم لا يتجاوز في أقصى حالاته بضع صفحات , لذلك لا يتوسع الكاتب في الموضوع 
الذي يعرضه , إنما يقتصر على قضية أو فكرة محدودة .
وليس للمقال موضوع معين فللكاتب أن يعرض فيه أي موضوع سواء كان ديني أو اجتماعي أو 
سياسي أو تاريخي أو نقدي أو غير ذلك من الموضوعات التي تتصل بمجالات الحياة المختلفة .

انواعه 

وصفي : وهو ما يصف فيه الكاتب بعض المشاهد الطبيعية ومظاهر الحياة من خلال 


احساسه ومشاعره 

مثل :يوم مطير يوم استلام النتائج خسوف الشمس حادث الطريق احتراق منزل اول يوم 

دراسي  


اجتماعي 

 الذي ينتاول فيه الكاتب قضية أجتماعية فيؤيد أي يدعو الى نبذها 

مثل البطاله ,التأخر في الزواج ,مشاكل المراهقة ,السرقه من قبل الاطفال ,الامٌية ,أحترام المدرسين ...الخ 

أقسام المقال 

يقسم النقاد المقال إلى قسمين هما :

أ ) المقال الذاتي ب) المقال الموضوعي .

أ ) المقال الذاتي :

( هو المقال الذي تظهر فيه شخصية الكاتب بشكل آسر وقوي من خلال عرض القضايا ممزوجة 
بمشاعره , أو عرض الكاتب لقضاياه الشخصية ) 

ويستخدم الكاتب في المقال الاسلوب الأدبي المعروف , حيث يعتمد على اللغة الرفيعة والصور 
الخيالية المعبرة والإيقاع المؤثر .

ويشبه المقال الذاتي الشعر الغنائي في تعبيره عن انفعالات الأديب وعواطفه دون أن يلتزم بالأوزان
والقوافي الخاصة بالشعر .

وقد يستخدم بعض الكتاب المحسنات البديعية كالجناس والطباق والشجع والمقابلة ولكن دون تكلف 
وكلما كان الكاتب منساقاً مع طبيعته بعيداً عن التصنع نجح في توصيل موضوعه إلى القراء .

ب) المقال الموضوعي :

( وهو المقال الذي يبعد فيه الكاتب عواطفه وقضاياه الشخصية ويقدم الحقائق كما هي دون أن 
تتدخل ميوله الشخصية في تقديم تلك الحقائق )


ويستخدم الكاتب في المقال الموضوعي الأسلوب العلمي فيجمع مادته ــ وهي في الغالب من العلوم 
الطبيعية أو الإنسانية ــ ويرتبها ويعرضها بصورة منظمة متسلسلة وبعبارات واضحة بسيطة بعيدة 
عن الإيهام أو الاختلاف في التأويل , ولا يهتم بالصور الخيالية أو الإيقاع للألفاظ والعبارات . وكل ما 
يعنيه أن يوصل حقائق الموضوع الذي يكتب عنه إلى القارئ بسهولة .


ويجب التنبيه إلى أن المقال الموضوعي إذا خلا من جمال العرض ينقلب إلى حشد من المعلومات 
الجافة , ومكن أجل تلافي هذا العيب يحرص كتاب المقال الموضوعي على حسن الصياغة وجودة 
الأداء بالإضافة إلى سلامة العبارة وصحة التركيب .

اجزاء المقال الذاتي والموضوعي 

يقسم الأدباء المقال سواء كان ذاتياً أو موضوعياً إلى ثلاثة أجزاء وهي :

أ ) المقدمة 

ب) العرض 

ج) الخاتمة .

وسوف أتحدث عن كل جزء باختصار فيما يلي إن شاء الله تعالى .

أ المقدمة :

( هي المدخل التمهيدي للأفكار التي سيعرضها الكاتب في المقال )
ويشترط في مقدمة المقال أن تكون مناسبة لموضوع المقال ومشوقة وتهيء القارئ للموضوع .


بالعرض :

( هو الأسلوب الذي يقدم فيه الكاتب قضيته التي يريد أن يعرضها )
ويشترط فيه أن يكون مرتباً وأن تكون فقراته متسلسلة ومتناسقة وأن يكون أسلوبه واضحاً وجميلاً


ج الخاتمة :

( وهي التي يلخص الكاتب فيها موضوعه أو يعرض فيها النتائج التي توصل إليها وينبغي أن تكون 
مركزة وواضحة .




لتحميل الدرس  صيغة وورد







طريقة التحميل










 للمزيد من المواضيع المتعلقة بالتحضير لشهادة الباكالوريا 2016

قم بزيارة هذه الصفحة









ليصلك الجديد فيما يخص ما ننشره 

 قم بتسجيل الاعجاب بالصفحة 

المقالة العلمية










1 -المقالة العلمية 


موضوعاتها علمية , وأهدافها تبسيط الحقائق العلمية , وتيسير نقلها إلى الجمهور , يقول قدري طوقان :
(( الشمس أقرب نجم إلينا , وتقدر المسافة بثلاثة و تسعين مليوناً من الأميال ، فلو سار قطار إليها بسرعة 50 ميلاً في الساعة لوصلها في مئتين و عشرين سنة ، و الأمواج اللاسلكية ، التي تدور حول الأرض سبع مرات في ثانية واحدة ، هذه الأمواج لو أرسلت إلى الشمس ، لوصلها في ثمان دقائق و ربع ، و لو أرسلت إلى أقرب نجم إلينا بعد الشمس لوصلته في أربع سنين و نصف ))
أسلوب المقالة العلمية المباشر الذي يعتمد على الدقة في استخدام الألفاظ ، و السهولة في صوغ العبارات ، و البعد عن التأنق و الزينة ، و لا تلبس المقالة العلمية من الأدب إلا أرق ثوب . 


يهتم هذا النوع من المقالات بالعلوم والنظريات والعلماء وطرح المستجدات على
الساحة العلمية من أمور والبحوث والدراسات وغيرها من الامور المتعلقة بالعلم . 
موضوعاتها علمية ، وأهدافها تبسيط الحقائق العلمية ، وتيسير نقلها إلى الجمهور ، يقول قدري طوقان " الشمس أقرب نجم إلينا ، وتقدر المسافة بثلاثة وتسعين مليوناً من الأميال ، فلو سار قطار إليها بسرعة خمسين ميلاً في الساعة لوصلها في مائتين وعشرين سنة ، والأمواج اللاسلكية ، التي تدور حول الأرض سبع مرات في ثانية واحدة ، هذه الأمواج لو أرسلت إلى الشمس لوصلها في ثماني دقائق وربع ، ولو أرسلت إلى أقرب نجم إلينا بعد الشمس لوصلته في أربع سنين ونصف " .
لعلكم لاحظتم أسلوب المقالة العملية المباشر الذي يعتمد على الدقة في استخدام الألفاظ ، والسهولة في صوغ العبارات ، والبعد عن التأنق والزينة ولا تلبس المقالة العلمية من الأدب إلا أرق ثوب . 
تحليل المقالة : 

لابد من طرح هذه الاسئلة اذا أردنا ان نعرف ما معنى هذه المقالة وهي كالتالي :

- ماذا يريد ان يقول كاتب المقالة ؟
فلا بد من قراءة المقالة بشكل جيد والتفكر فيها ومن ثم الجواب على هذا السؤال
ولكن لا تعتقد ان الجواب سيكون سهلا في بداية الأمر . وعليه ان يدرس المقالة
ويبحث عن تفسيرها للآخرين إذا اراد . وأن يبحث عن مواطن الخطأ والصواب فيها وأن
يدرس جيدا الاسلوب للكاتب ويبحث عن نقاط اضعف سواء في تركيب اللغة او تراكبية
البيانية البلاغية . فكل هذا سيساعد القارئ على فهم الكاتب . وربما لو حاول
القارئ معرفة الحالة النفسية للكاتب فسيكون لهذا الفضل الكبير في معرفة ظروف
الكتابة لدى كاتب المقالة .
وبعد كل هذا يقوم القارئ او الدارس بنثر ما وجد في المقالة ومحاول ترتيب افكارة
ترتيبا سليما ومحاولة الشرح لما فهم او استنتج من هذه المقالة بعد دراستها .

هيكل المقالة :

المقالة كأي فن ادبي آخر له اسلوبة الخاص في الطرق . ومن اهم الامور التى لابد
من معرفتها هو ان المقالة تحمل بين طياتها هيكلا يسير عليه أكثر الكتّاب وهو
كما يلي :

1- المقدمة :

مقدمة المقالة او البداية كما نحب أن نسميها دائما هي فقرات تطرح التمهيد
للقضية وتهيأة القارئ للدخول في عمق المقالة او في موضوع المقالة ليكون ملما
بأفكار المقالة في المقدمة . 
فعلى كاتب المقالة ان يحاول في كتابة المقدمة ان يوضح الفكرة او يعطي القارئ
علامات وأدلّة يخبر فيها القارئ بما سيقون بطرحة في المقالة التى بين يديه .

2- الموضوع او العرض : 

هنا لا حاجة للشرح في هذا الجزء من الهيكل ولكن نقول ان جزء الموضوع هو محور
المقالة وسبب كتابتها وكثيرا ما يكون هذا الجزء هو مصدر القوة في المقالة بحيث
ان القارئ يأتي الى هنا وهو ملم ببعض الأفكار التى استقاها من المقدمّة . ولذلك
على الكاتب أن يهتم بالموضوع هنا وان يكون الاسلوب مهذبا قدر الإمكان . ويستطيع
الكاتب في هذا الجزء طرح وجهات نظره وكل ما يريد .

3- الخاتمة :

البعض يسمونها الخلاصة . وهو استنتاجات الكاتب للمحصّلة النهائية لموضوع مقالته
وعرض خلاصة بسيطة عن مضمون المقالة . وفي هذا الجزء من المقالة يستطيع الكاتب
أن يرمي بعنصر المفاجأة كما يسمية البعض ليفاجئ القارئ في نهاية رحلته مع
المقالة .

4- الاسلوب :

يعتبر الاسلوب هو الروح الخاصة بالمقالة والتى عن طريقة يمكن معرفة هل يستطيع
القارئ الاستمرار في القراءة ام لا . فالكاتب الجيّد هو من يحاول استدراج
القارئ بطريقة سهله ومحببه للقارئ تجعلة يتفاعل مع المقالة تفاعلاً يدل على أنه
يحمل الفرح لهذه المقالة . وكثيرا ما نقرأ مقالات ولا نستطيع تكملة النصف منها
بسبب ضعف الاسلوب وسطحية الطرح . وكما أنه كذلك فهناك مقالات لبعض الكتّاب تجد
من الصعوبة ترك شيئ منها لجمال اسلوب وقدرة كاتبها على جذب القارئ بسحر اسلوبه
. فعليك المحاولة جاهدا قدر المستطاع من الاعتناء بالاسلوب وصحة العبارة .

خصائص المقالة العلمية


:المقال العلمي مقال غير شخصي، فلا تظهر فيه الملامح الشخصية للكاتب، ولا الآراء الفردية، أو النزعات التعصبيّة من حب وكراهية. يخلو من المحسنات البديعية، والصنعة اللفظية، والكلمات الأدبية غير المفهومة، لأن المادة العلمية هي المهمة وليست اللغة، وبنفس الوقت، لابد أن تخلو اللغة من الأخطاء اللغوية والاستخدامات اللفظية الخاطئة. الابتعاد عن الحشو، والكلام الزائد المُكرّر دون فائدة، فكل المادة اللغوية في المقال هدفها خدمة افكار المقالة الرئيسة.



لتحميل الدرس  صيغة وورد








طريقة التحميل





 للمزيد من المواضيع المتعلقة بالتحضير لشهادة الباكالوريا 2016

قم بزيارة هذه الصفحة











ليصلك الجديد فيما يخص ما ننشره 

 قم بتسجيل الاعجاب بالصفحة 


no image




مفهوم أدب الأطفال

يمكن تعريف أدب الأطفال بأنه: "خبرة لغوية في شكل فني، يبدعه الفنان، وبخاصة للأطفال فيما بين الثانية والثانية عشرة أو أكثر قليلاً، يعيشونه ويتفاعلون معه، فيمنحهم المتعة والتسلية، ويدخل على قلوبهم البهجة والمرح، وينمي فيهم الإحساس بالجمال وتذوقه، ويقوي تقديرهم للخير ومحبته، ويطلق العنان لخيالاتهم وطاقاتهم الإبداعية، ويبني فيهم الإنسان. كما يعرف أدب الأطفال بأنه شكل من أشكال التعبير الأدبي، له قواعده ومناهجه، سواء منها ما يتصل بلغته وتوافقها مع قاموسه الطفل، ومع الحصيلة الأسلوبية للسن التي يؤلف لها، أم ما يتصل بمضمونه ومناسبته لكل مرحلة من مراحل الطفولة، أم يتصل بقضايا الذوق وطرائق التكنيك في صوغ القصة، أو في فن الحكاية للقصة المسموعة 

ويعرف أدب الأطفال بأنه في مجموعه هو: "الآثار الفنية التي تصور أفكاراً وأحاسيس وأخيلة تتفق ومدارك الأطفال وتتخذ أشكال القصة والمسرحية والمقالة والأغنية" 



اللغة والأسلوب في أدب الأطفال

يمكن القول إن غالبية الأدباء والباحثين الذين تطرقوا لقضية اللغة والأسلوب في أدب الأطفال، يجمعون على ضرورة مراعاة لغة الطفل وقاموسه حسب مراحل العمر والنمو، مع محاولة الارتقاء التدريجي لهذه اللغة، وهذا بدوره ينعكس في الأمور التالية:

"على صعيد الألفاظ والتراكيب اللغوية – الدعوة لاستخدام الألفاظ والتراكيب السهلة، وتجنب الغريبة غير المألوفة منها، والإقلال من المفردات والتراكيب المجازية إلا ما جاء منها عفو الخاطر، واللجوء إلى التكرار في الألفاظ والتعابير.

وعلى صعيد الجملة، تركيبها ونحوها – استخدام الجمل القصيرة أو المتوسطة الطول، وتجنب الجمل الطويلة المعقدة. استخدام الجمل والألفاظ الدالة على المعاني الحسية وتجنب المجرد المعنوي.

وعلى صعيد الأساليب – تحري الوضوح والجمال والدقة وتجنب الإسراف في الزركشة والزخرف والثراء اللغوي المتكلف، وتجنب أسلوب التلميح والمجازات الغامضة الصعبة، والاقتراب من خصائص "لغة الكلام" والاستفادة من أسلوب الراوي في الحكاية الشعبية الشفهية" 

ويعتقد البعض أن الكتابة للأطفال أكثر مشقة من الكتابة للكبار، بسبب الاشتراطات التربوية والثقافية التي يلتزم بها كاتب الأطفال، وبسبب مراعاته للمستوى العقلي والنفسي للمتلقين.
ويمكن القول إن أدب الأطفال قد يكون كل عمل أدبي يكتب ابتداءً وخصيصاً للأطفال، وقد يكون كذلك كل عملٍ أدبي يكتب ثم يقرأه الأطفال فيستسيغونه، ويجدونه مادة أدبية مشوقة ومحببة لهم حتى ولو لم يقصد مؤلف ذلك العمل توجيهه أصلاً للأطفال.


3- خصائص أدب الأطفال:

 يأتي أدب الأطفال في مقدِّمة مجالات الاهتمام بشخصيَّة الطفل وإعدَاده، وهو من أهمِّ الأجناس الأدبيَّة التي تهتم بعقل الطفل وتجعله مؤهَّلا لتحمُّل مسؤوليَّة بناء الوطن بوعي واقتدار، يتميز أدب الطفل عن أدب الكبار بخصائص تتناسب وعقل الطفل بعيدًا عن الحشو والتلقين، إنه جنس يُساهم في تنميَّة المهارات اللغويَّة عن طريق استخدام لغة سهلة بسيطة ليس فيها إطنابٌّ ولا تقعر، تعابير واضحة لاتحمل أكثر من معنى، فرموز أدب الطفل لا يينبغي أن ترهق القدرة العقلية للطفل وتكلفه جهدًا يفوق إمكاناته المتواضعة، نراعي خصائص النمو الجسمي وقدرات العقل على التفكير والتحليل مع وجود المقوِّمات النفسيَّة الجذابة كالحوار البسيط والحدث والحبكة السَّهلة في القصة، وأن يشمل على خصائص فكريَّة تتعلق بالخيال وأن يبتعد عن التجريد وينشد المحسوس ويتناول الصوَّر ذات الصلة بالحياة.

يمتاز أدب الأطفال بالخصائص التالية :
1- يشكل فعالية الأطفال إبداعية قائمة بذاتها.
2- يتطلب موهبة حقيقية، شأن أي إبداع أصيل، فهو جنس جديد في الساحة العربية، إن صح التعبير.
3- يتبع من صلب العمل التربوي، الذي يهدف إلى تنمية معارف الأطفال، وتقوية محاكماتهم العقلية، وإغناء حسهم الجمالي والوجداني.
4- يعتمد على اللغة الخاصة بالأطفال، سواء أكانت كلاماً أم كتابة أم صورة أم موسيقا أم تمثيلاً.
5- يشمل جميع الجوانب المتعلقة بالأطفال، من الأشياء الملموسة والمحسوسة، إلى القيم والمفاهيم المجردة. 


وتشير هذه الخصائص إلى الأهمية البارزة لأدب الأطفال، التي جعلت منه موضوعاً شغل العديد من الكتّاب والأدباء في العالم، وقد أخذ على عاتقه مسايرة الركب الحضاري والتطور الأدبي بأشكاله وألوانه المختلفة، فقد آمن عدد كبير من الكتَّاب والأدباء والمفكرين بأدب الأطفال، وضرورة التركيز عليه، وإظهاره بشكله ومميزاته، حتى يقف إلى جانب أدب الكبار، وحتى يسهم في خدمة الجيل الصاعد، الذين هم أطفال اليوم ورجال الغد المرتقب، فهم بناة المستقبل المأمول ورجاله.

أنواع أدب الطفل:
وهيَّ القصَّة والشِّعر، والمسرح المدرسيُّ ومسرح الطفل، ومسرح العرائس، ووسائل الإعلام ومختلف الوسائط ، التلفاز والإذاعة والمجلة والسرد المباشر.


معايير أدب الطفل:

 لكل كاتب أهداف يرسمها ووسائل يستعملها لبلوغ الغايات التي يرومها، فنحن نكتب من أجل بناء جِيل قارئ يتذوَّق ما يقرأ، ويوظف ما يكتسب، وأدب الطفل يساهم في تحرير الطفل من العنف والقمع والوصاية ويساعده في تفتق مالديه من كوامن ويعمل على تمهير مواهبه، يرسخ في ذهنه القيَّم الإنسانيَّة وينمِّي فيه الوعي بالخصوصيَّات الثقافيّة والتراث ويُحَبب إليه البيْئة، فيكتشف ذاته ومحيطه ويقبل الحق في الاختلاف ويرضى برأي الآخر، ويُسهم في إذكاء روح البحث وحب الاطلاع ويتحقق ذلك عن طريق.

1-التشويق:
أن يكون كتاب الطفل جذابا شكلا ومضمونا، يشد إليه الطفل ويغريه بالإقبال عليه، والقارئ الجيد هو المستمع الجيد لما هو جيد.
 2-الشخصيَّة :
 أن يُساهم في بناء شخصيّة الطفل فأدب الأطفال يأتي في مقدِّمة مجالات الاهتمام بشخصيّة الطفل وإعداده.
3 التدرج:
 لابد أن يكون الكتاب مناسبا يتدرج بالمعلومات حسب الفئات العمريّة.
 4- التبسيط:
 وهو فن تسهيل القراءة وتبسيط مهاراتها باعتبار أن القراءة هي {المعرفة المفهومة }والطفل يسعد بقراءة مايفهم، وينفر من النصوص الجامدة.
5-التنويع :
الطفل يكره الرتابة ويملُّ التكرار، وله ذوق قرائي واختيار.
6-التخطيط والترتيب:
 نضع أهدافا مرتبة نرومها ونرسم سُبلا للوصول إليها .
 7-التلوين :
 الطفل يُحب التلوين وله ذوق وولع بالصور ذات الألوان الزَّاهية.



لتحميل الدرس  صيغة وورد اضغط هنا






الخصائص الفنية في النص القرآني





الخصائص الفنية في النص القرآني

استاذ التعليم الابتدائي 

الخصائص الفنية في النص القرآني
امتاز أسلوب القرآن بخصائص عظيمة باهرة ، أزهتْ طابعه المعجز لغة وبلاغة ، وتعددت تعددا كبيرا . لكن استقصاء مزاياه شأن بعيد المنال دونه خرط القتاد ، فإنه علم استأثر به منزله الذي عنده علم أسرار الكتاب ، لكنا لن نحجم عن الإدلاء بدلو يروي ظمأ المتطلع ويشفي غلته ، فما لا يدرك جله لا يترك أقله . ونذكر بعضا منها فيما يلي :

1- تميز النظم القرآني:
اشتمل القرآن على أفصح ألفاظ العربية وأعذبها ، وإن هذه الألفاظ وإن كانت معهودة استعملها العرب قبل الإسلام وبعده ؛ فإن القرآن قد فاق جميع كلامهم وعلا علوا شامخا ، وما ذاك إلا لحسن السبك وروعة التأليف . فقد تحسن الكلمة في مورد ويتألق فيه جمالها ، لتعانقها مع ما حولها ، بينما تبرز شوهاء شنيعة في موقع آخر ، قال ابن الأثير :
" قد جاءت لفظة واحدة في آية من القرآن وبيت من الشعر ؛ فجاءت في القرآن جزلة متينة ، وفي الشعر ركيكة ضعيفة ، فأثّر التركيب فيها هذين الوصفين الضدين ؛ أما الآية فهي قوله تعالى: ) فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحي منكم والله لا يستحي من الحق ( [1]
وأما بيت الشعر فهو قول أبي الطيب المتنبي :
تلذ له المــروءة وهـي تؤذي ومن يعشق يلذ له الغـرام [2]
وهذا البيت من أبيات المعاني الشريفة ، إلا أن لفظة " تؤذي " قد جاءت فيه وفي الآية من القرآن ، فحطت من قدر البيت لضعف تركيبها ، وحسن موقعها في تركيب الآية . 
فأنصف أيها المتأمل لما ذكرناه ، واعرضه على طبعك السليم حتى تعلم صحته ، وهذا موضع غامض يحتاج إلى فضل فكرة ؛ وإمعان نظر ، وما تعرض للتنبيه عليه أحد قبلي ، وهذه اللفظة التي هي " تؤذي " إذا جاءت في الكلام فينبغي أن تكون مندرجة مع ما يأتي بعدها متعلقة به كقوله تعالى : ) إن ذلكم كان يؤذي النبي( وقد جاءت في قول المتنبي منقطعة ، ألا ترى أنه قال " تلذ له المروءة وهي تؤذي " ثم قال :" ومن يعشق يلذ له الغرام " فجاء بكلام مستأنف ) [3]
إن الكلام إذا جاء شر منظوما ، ورد زاخرا بالعواطف قوي الإيقاع ، مما يعوقه في معظم الأحيان عن إبانة المعاني المقصودة تفصيلا وسرد الحوادث إسهابا ، وإذا كان الكلام نثرا فَقَدَ ، على الأغلب ، كثيرا من الحرارة فأبان عن المعاني بفتور ظاهر ، يحتاج معه الكاتب إلى الاستشهاد بآية من كتاب الله المجيد أو بيت من الشعر . أما القرآن العظيم فقد امتاز بنظمه الفريد المتسق مع المعاني والأغراض ببيان ساطع شاف كاف . ولم يمنعه الإسهاب وحسن البيان من الاشتمال على الإيقاع الملائم والقدرة على إثارة المشاعر الحارة وقوة التأثير في القلوب ، حتى راح الكتاب والأدباء يفضلون الاستشهاد بآية من القرآن المبين ، لتزدان به آثارهم الأدبية. [4]
لقد نقض النظم القرآن العظيم عادة العرب فيما ائتلفوا عليه من ضروب الكلام من شعر ونثر ورسائل وحكم وأمثال ، فإنه كما قال الإمام الرماني : ( فأتى القرآن بطريقة مفردة خارجة عن العادة ، لها منزلة في الحسن تفوق به كل طريقة )[5] .

2- إحكام سبك القرآن :
فالألفاظ القرآنية متعانقة متماسكة آخذ بعضها بأعناق بعض ، حتى تراها سلسلة رقيقة عذبة متجانسة أو فخمة جزلة متآلفة .فالكلمات متآخية متجاوبة جرسا وإيقاعا ونغما ؛ متلاقية منسجمة معنى ودلالة وتأثيرا نفسيا ووجدانيا ؛ على أرو ع مستوى يطيق البشر تصوره . وإنما قُصدت كل كلمة فيه بذاتها لما تشيع به من مغزى ب؛وتحققه من تجانس وائتلاف . فلو استبعدتها لم تقدر أن ترصف مكانها كلمة أخرى تقوم مقامها . ويستحيل أن تستغني عن كلمة منه دون إخلال بالمعنى المقصود من الآية ، فكل كلمة تنبض في شرايين الكلام مغزى جديدا لا تبثه غيرها . فمهما كررت تلاوة القرآن المجيد فلن تقف فيه على تزيد أو نقص أو ترادف في الكلمات ، فلا مترادف في القرآن . لقد اختيرت كل كلمة فيه لمغزاها ومدلولها ولصفاتها الذاتية من رقة وسلاسة أو فخامة وجزالة ، وقصدت بصيغتها وحروفها لجرسها وإيقاعها ، فلا يتأدى معناها وإيحاؤها وجرسها إلاّ بها وحدها. وهذا سر من الأسرار الدقيقة التي تتجلى بها عظمة القرآن وأمجاده المعجزة .
إذا استطلعت كتب التفسير وجدتها ثرية ببيان المناسبات بين الآيات والسور القرآنية . فإذا لاحظت أن كلمات الآية الواحدة رائعة التجانس والتجاذب ؛ وأن آيات السورة الواحدة متينة التشابك والترابط ؛ وأن سور القرآن متناسقة متناسبة ؛ أدركت يقينا أن الذكر الحكيم كتاب إلهي كامل بديع السمت ) قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون ( [6]
اقرأ المعلقات الشعرية وغيرها من آثار الأدب الجاهلي تجد ألفاظها لا تنفك من غريب مستنكر أو وحشي مستكره ومن معان قاصية ، وكما تجد فيها الكلام البليغ والمتوسط تجد أيضا الكلام الوضيع المبتذل ، الذي بلغ الغاية في تدني الرتبة . وقد قدم الإمام الباقلاني عليه رحمة الله تحليلا لقصيدة امرئ القيس انتقده فيها نقدا مراً [7] يكشف عن الهفوات الشنيعة ، ويدل بالتالي على قصور القدرة البشرية عن مجاراة بلاغة القرآن ، فقد سهل الله سبيله ، وبرأه عن وحشي الكلام ومنكر غريـبه ، ونزهه عن التكلف في الصنعة ، فجاء سلسا ، ينساب كالماء الزلال ؛ قريبا إلى الأفهام، يسبق معناه اللفظ إلى القلب فيستقر ، ويغزو النفس فيتمكن . احتوى المعاني الجمة العظيمة مع سهولته ويسره وعذوبته . فعز مطلب مثيله على البشر وامتنع ، فلم يطمع أحد بالظفر بمداناته أو القدرة على مثله [8] 
وإنما ينبئ الكلام عن مقام صاحبه ويدل على مكانة متكلمه , وأنت تتعرف على صدقه أو ريائه في كل غرض من أغراض كلامه . ألا ترى أن الشعر في الغزل إذا صدر عن متعمل متصنع كان كافيا في الدلالة على مداجاته وكذب عاطفته . فيدل على سمو عواطفه وإنسانية مشاعره . وذاك الفرزدق يكاد يخبر عن نفسه أنه زير نساء ، ونظمه في الغزل فج لا يستعذب ، فيدل على وضاعة مشاعره وبلادة أحاسيسه وتحجر فؤاده . فالفرزدق مع كل ما أبداه قد فضحه شعره وأثبت أنه لم يعرف للحب معنى ولم يذق له طعما . وأنت تحس لقول المتنبي :
الخيل والليل والبيداء تعرفني والحرب والضرب والقرطاس والقلم
من الواقع في القلب ما تعلم به أنه أهل الفروسية والشجاعة . ولا تحس بمثله لقول البحتري :
وأنا الشجاع وقد بدا لك موقفي بعقر قسٍ والمشرفية شُهَّدي
والقرآن أعلى منازل البيان ،وقد جمع وجوه الحسن وأسبابه : من روعة النظم وحسنه وبهجته ؛ وحسن موقعه في السمع وسهولته على اللسان ؛ ووقوع ألفاظه ومعانيه في النفس موقع القبول والإجلال ؛ وتصور المشاهد حتى يحل محل البرهان والدليل ، إلى غير ذلك من المزايا ؛ مما لا ينحصر حسنا وبهجة وسناء ورفعة . فسما بيان القرآن فوق كل بيان ، فصار له من الوقع في القلوب والتمكن في النفوس ما يدهش ويبهج ؛ ويقلق ويؤنس ؛ ويطمع وييئس ؛ ويحزن ويفرح ؛ ويشجي ويطرب؛ ويبعث على بذل المهج والأموال شجاعة وجودا ؛ وهكذا ...
فالقرآن بنفسه يدل على قدر مُتَكَلِّمِهِ ، ويخبر عن مقام منزله ، كما ينبه على عظيم شأنه وقوة إعجازه ، فيثبت لكل عاقل صحة رسالة محمد صلى الله عليه وسلم وصدق نبوته .

4- خطاب العقل والقلب بآن واحد:
لكل أسلوب طريقته الخاصة ؛ فالأسلوب العلمي أو الفلسفي يعنى بخطاب العقل وحده ، والأسلوب الأدبي نثرا ونظما يغلب عليه الاعتناء بخطاب القلب وإثارة العاطفة ، أو يخاطب القلب تارة والعقل تارة أخرى .
لكن أسلوب القرآن العظيم يتميز بأنه يخاطب الإنسان عقلا وقلبا ووجدانا بآن واحد .
فها هي الآيات العلمية تعرض حقائق الكون وروعته ودقة قوانينه ونظمه وانضباط أجرامه واتساق أجزائه ومجراته ، لتسمو بك إلى النظر والتملي في عظيم قدرة الله وسعة علمه وباهر إبداعه في ملكوته الشاسع . تأمل هذا النص القرآني :
) قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى ، آلله خير أما يشركون ! ؟ أمن خلق السموات والأرض وأنزل لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة ، ما كان لكم أن تنبتوا شجرها ! أإله مع الله ! ؟ بل هم يعدلون . أمن جعل الأرض قرارا وجعل خلالها أنهارا وجعل لها رواسي وجعل بين البحرين حاجزا ، أإله مع الله ! ؟ بل أكثرهم لا يعلمون . أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض ! أإله مع الله ! ؟ قليلا ما تذكرون . أمن يهديكم في ظلمات البر والبحر ومن يرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته ! أإله مع الله !؟ تعالى الله عما يشركون . أمن يبدؤ الخلق ثم يعيده ومن يرزقكم من السماء والأرض ! أإله مع الله ! ؟ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ! ! قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله ، وما يشعرون أيان يبعثون( [9]
تحدث النص عن السموات والأرض ليلفت النظر إلى القدرة الإلهية العظمى التي قامتا بها ...
حقائق كثيرة متعددة عرضت بالبرهان العقلي الدامغ قضية الإيمان بالله وضعف الشر وعبوديتهم ؛ وخضوع الكائنات وتسخيرها رحمة بالبشرية ؛ وما فيها من جمال وإبداع وإحكام . وعرضت لعالم الشهادة وعالم الغيب . ويشير ذلك كله إلى القدرة الإلهية الخلاقة العظيمة العادلة الحكيمة ، التي قضت ببعث الموتى يوم الحساب. كل ذلك في نص واحد متصل متسق عذب كالسلسال .
وبهذا الامتياز المعجز حقق القرآن غاية عظمى من غايات الدعوة وأهدافها ،هي أن خاطب عقول العامة وامتلك نواصي أفئدتهم ، وخاطب الخاصة بإشراق ديباجته وحسن منطقه وقوة استدلاله الملزم المفحم .

5- سمو الأسلوب القرآني في الأغراض العلمية :
إن البليغ المفصح والشاعر المفلق والخطيب المصقع ليختلف أسلوبه باختلاف الأغراض ، فبعضهم يجيد في الوصف دون الغزل ، وغيره يبرع في الحماسة والفخر، وغيره عند الرغبة أو الرهبة ...
لكن القرآن الكريم قد تصرف في موضوعات عديدة متفاوتة ؛ من قصص ووعظ وحجاج وحكم ووعد ووعيد ... وتحدث عن الألوهية والعبودية والكون والإنسان ، ومع كل هذا فإن أسلوبه ظل في المنزلة العليا فصاحة وبلاغة . ولا يخفى عليك أن اختيار الألفاظ البارعة للمعاني الجديدة أعجب وألطف من إيراد اللفظ البارع في المعاني المتداولة .
هذا نص تشريعي تحدث في شأن مالي هو الدَّيْن والرهن ، فتأمله مليا ً، قال تعالى: ) يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل ، ولا يأب كاتب أن يكتب كما علمه الله، فليكتب ، وليملل الذي عليه الحق وليتق الله ربه ولا يبخس منه شيئا ، فإن كان الذي عليه الحق سفيها أو ضعيفا أو لا يستطيع أن يمل هو فليملل وليه بالعدل ( [10]
تلحظ دقة الصياغة وتساوق النغم مع الفكرة التشريعية وتسلسلها إلى الخاطر . لاحظ مثلا قوله : ) تداينتم بدين ( فإنك لا تستطيع أن تستغني عن كلمة
) بدين ( لأن الضمير سيعود عليها بعد قليل ) فاكتبوه ( فوجدوها في مكانها في النص ضرورة حساسة .
ثم تأمل كيف أخذ الله بناصر الضعيف وهو المدين وجعله سيد الموقف فلا يستضعف ولا يهضم حقه : ) وليملل الذي عليه الحق ( وحفظ بذلك حق الدائن ، لأن الإملاء من المدين إقرار صريح بالحق المترتب عليه دون لبس أو احتمال ، وفي ذلك حكمة تشريعية إلهية ظاهرة .
ثم قال تعالى ) واستشهدوا شهيدين من رجالكم ، فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتين ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى ، ولا يأب الشهداء إذا ما دعوا ، ولا تسأموا أن تكتبوه صغيرا أو كبيرا إلى أجله ، ذلكم أقسط عند الله وأقوم للشهادة وأدنى ألا ترتابوا إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم فليس عليكم جناح ألا تكتبوها ، وأشهدوا إذا تبايعتم ، ولا يضار كاتب ولا شهيد ، وإن تفعلوا فإنه فسق بكم ، واتقوا الله ويعلمكم الله ، والله بكل شيء عليم (
أمر الله بإشهاد شاهدين ، وبين الحكمة من إشهاد اثنتين من النساء بما يتناسب مع الغريزة والاهتمامات المختلفة بين الجنسين ، حتى إذا وقعت إحداهما في النسيان ذكرتها الأخرى , وحذر الله الامتناع عن الشهادة بعبارة موجزة غزيرة المعنى )ولا يأبى الشهداء إذا ما دعوا ( فإنها تشمل المدعوين لتحمل الشهادة واستحفاظها عند كتابة الحق ، كما تشمل المدعوين لأداء الشهادة حين يقع الخلاف بين المتعاقدين . وهذه العبارة في الواقع نموذج من إعجاز الإيجاز في القرآن .
ولو تتبعنا دقة النظر والتأمل في أحكام هذه الآية المباركة وما فصلته وبينته بشأن الدين والمداينة والكتابة والاستشهاد في أسلوب شيق رفيع ، يلامس شغاف القلوب ، ويثير نوازع الإيمان ، ويقوي مراقبة الله تعالى في تصرفاته ، ويذكره أن الكون كله والإنسان في الجملة في قبضة هيمنته وأنه آيل لا محالة إلى حسابه عن كل صغيرة وكبيرة وخفية وظاهرة .

6- جاذبية النغم القرآني :
لقد جمع أسلوب القرآن البياني بين مزايا الشعر والنثر جميعا ، ومن هنا كانت جاذبية النغم القرآني خصيصة عظمى من خصائص القرآن ، تبرز آثارها للعيان حين نرى تعلق الأعاجم في عصرنا بالقرآن وحفظهم له وكثرة تلاوتهم دون أن يفقهوا بيانه ، ولهذه الخصيصة دور كبير في زماننا في استمالة أسماع المتعلقين من أصحاب الديانات الأخرى وأفكارهم .
وما من لحن موسيقي أو نغم شعري إذا طال أو تكرر إلا أورث سامعه السأم والملل ، وضعف تأثيره فيه ، لكن قارئ القرآن أو المصغي إليه في نعيم منه وابتهاج بأنغامه المتنوعة المتجددة ، تهتز لها أوتار قلبه . فالقرآن لا تنقضي عجائبه ولا يخلق على كثرة الرد ، كما أخبر الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم . ففي كل آية تناغم داخلي بين كلماتها ، وفي كل نص قرآني تناغم بين آياته وفواصلها .
وإن بين النغم والنظم في القرآن من التآلف والاتساق ما جعل النغم يؤدي وظيفة بيانية هامة في أسلوب القرآن .
فليست النغمة القرآنية مجرد صوت منسجم ، بل إن لها صلة بالمعاني ، وتشارك النغمة في جلاء المعنى حسا وفكرا ، حيث يأتي جرس ألفاظ القرآن ونغم سياقه مؤتلفا مع معانيه متعاضدا معها في أداء الإيحاءات والآثار النفسية والوجدانية تآلفا دقيقا ، ستظل المواهب الإنسانية تعجز عن بلوغه .[11]

7- براعة القرآن في تصريف القول وثروته في أفانين الكلام :
يورد القرآن الكريم الغرض الواحد بألفاظ متعددة وطرق مختلفة ، ويتسم
بيانه في جميعها ببراعة فائقة ، تنقطع في حلبتها أنفاس الموهوبين من الفصحاء والبلغاء ، ولسنا هنا في سبيل الاستيعاب والاستقراء ، ولكنها أمثلة تهديك ونماذج تكفيك ؛ منها تعبيره عن طلب الفعل من المخاطبين بالوجوه الآتية:
1- الإتيان بصريح مادة الأمر نحو قوله سبحانه : ) إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ( [12]
2- والإخبار بأن الفعل مكتوب على المكلفين ، نحو ) كتب عليكم الصيام [13](
3- والإخبار بكونه على الناس ؛ نحو ) ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ( [14]
4- والإخبار عن المكلف بالمطلوب منه ؛ نحو ) والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء ( [15] أي مطلوب منهم أن يتربصن .
5- والإخبار عن المبتدأ بمعنى يطلب تحقيقه من غيره ؛ نحو ) ومن دخله كان
آمنا ([16] أي مطلوب من المخاطبين تأمين من دخل الحرم .
6- وطلب الفعل بصيغة فعل الأمر ؛ نحو ) حافظوا على الصلوات والصلاة 
الوسطى ( [17] أو بلام الأمر ؛نحو ) ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق ([18].
7- والإخبار عن الفعل بأنه خير) ويسألونك عن اليتامى ، قل إصلاح لهم خير( [19]
8- ووصف الفعل وصفا عنوانيا بأنه بر ، نحو ) ولكن البر من اتقى ([20] .
9- ووصف الفعل بالفرضية ؛ نحو) قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم( [21] أي من بذل بالمهور والنفقة .
10- وترتيب الوعد والثواب على الفعل ؛ نحو ) من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله أجر كريم ( [22].
11- ترتيب الفعل على شرط قبله ، نحو ) فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي( [23]
12- إيقاع الفعل منفيا معطوفا عقب استفهام ؛ نحو) أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون ( [24] أي فليتذكروا .
13- وإيقاع الفعل عقب ترج ؛ نحو ) ولعلكم تشكرون ([25]
14- وترتيب وصف شنيع على ترك الفعل؛ نحو ) ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ( [26]

8- جمع القرآن بين الإجمال والبيان :
وهذه عجيبة أخرى تجدها في القرآن ولا تجدها فيما سواه ن ذلك أن الناس إذا عمدوا إلى تحديد أغراضهم لم تتسع لتأويل ؛ ,إذا أجملوها ذهبوا إلى الإبهام أو الإلباس أو إلى اللغو الذي لا يفيد ، ولا يكاد يجتمع لهم هذان الطرفان في كلام واحد .
وتقرأ القطعة من القرآن فتجد في ألفاظها من الشفوف والملامسة والإحكام والخلو من كل غريب عن الغرض ؛ ما يتسابق به مغزاها إلى نفسك دون كد خاطر ولا استعادة حديث ، كأنك لا تسمع كلاما ولغالت بل ترى صورا وحقائق ماثلة . وهكذا يخيل إليك أنك قد أحطت به حبرا ووقفت على معناه محدودا . هذا ولو رجعت إليه كرة أخرى لرأيتك منه بإزاء معنى جديد، غير الذي سبق إلى فهمك أول مرة ، وكذلك ..
وهذا مثال موجز نقدم تحليله لإيضاح هذه الخصوصية ، وهو قوله تعالى : ) والله يرزق من يشاء تغير حساب ( [27] . فانظر هل ترى كلاما أبين من هذا في عقول الناس ! ؟ ثم انظر كم في هذه الكلمة من مرونة ! فهي تحتمل وجوها كثيرة كل منها تحتمل وجها من وجوه الصحة .[28]) فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون ، فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين( [29]



لتحميل الدرس  صيغة وورد







طريقة التحميل






 للمزيد من المواضيع المتعلقة بالتحضير لشهادة الباكالوريا 2016

قم بزيارة هذه الصفحة









ليصلك الجديد فيما يخص ما ننشره 

 قم بتسجيل الاعجاب بالصفحة 


Adss

Search This Blog